هل سيندثر كوفيد 19 وسيذهب إلى غير رجعة؟
لن يتم ذلك في نظر عدد من المتخصصين.. سيحتاج الأمر إلى لقاح للتصدي له.. وفي غيابه سيبقى الحال على ما هو عليه.. هذا كل ما في الأمر.. إذن ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل؟.. ما سيحدث هو مجرد توقعات قد تتحقق بعض منها.. وقد لا تتحقق…سيُفرض على الناس أن يغيروا نمط عيشهم في اتجاه حياة تميل أكثر نحو الانعزال.. ستتهاوى الكثير من المهن وتقل فرص العمل في قطاعات فيها احتكاك مع الحشود. ستظهر أشكال جديدة من الأعمال المدرة للربح اعتمادا على التواصل عن بعد.. الفقراء سيزدادون فقرا وستُرهق ميزانيات الدول بسبب قلة الموارد المالية وسيجد المعوزون أنفسهم خارج الحسابات.. والأنكى، هو الجانب الذهني والنفسي والسلوكي.. ستتقوى النزعات الفردية ويسود التهافث نحو الربح السريع وتتزايد النعرات الذاتية ويتضاعف التمركز حول النفس، ويكثر الحقد والحسد والبغض والكراهية.. وهذا التوقع الأخير هو الأخطر.. حيث ستنتشر الصراعات بين الأشخاص والفئات والجهات من أجل الهيمنة و إثبات تفوق قد يكون وهميا. وأمام هذا الوضع، سيزداد الفكر الشعبوي انتشارا، وسيُصاب العقل بالشلل، وسيصبح بعض الجاهلين والنصابين قادة ووجهاء.. ومقابل ذلك، ستزداد فئة الأطباء والصيادلة والممرضين حظوة، وسيتحول الإعلام إلى أكثر البؤر احتضانا لممارسي الارتزاق، والذكي الذي لن يُصاب بأذى من هذه الأمراض النفسية والفكرية والسلوكية، هو الذي ستكون له القدرة على أن يتعامل مع الناس بحب، والذي لا يستهلك سوى الأساسيات التي يحتاجها في الحياة، والذي يبتعد عن الصراعات الفارغة بسبب البحث عن زعامات خيالية، أو بسبب ميل نحو إظهار الذات.. وهذا ما كان…
بقلم أحمد الدافري