إن نشأة علم الاجتماع الريفي social rural أو مايطلق عليه علم قوانين تطور المجتمع
ً ترجع إلى العصر الحديث . إلا أن فكرة المجتمع الريفي
الريفي ، هي نشأة حديثة جدا
قعقشم سخؤهفغ هي فكرة قديمة قدم المجتمع الريفي ذاته . وقد ظلت مجموعة
المعارف والحقائق العلمية التي تم جمعها عن المجتمع الريفي لفترة طويلة من الزمن
تدخل ضمن نطاق المعارف والحقائق اتي تشملها عوامل اجتماعية أخرى وذلك لتنوع
ثقافات واهتمامات ومجالات نشاط المهتمين بالدراسات الريفية من جغرافيين
واقتصاديين وسياسيين وعلماء اجتماع وغيهم ، ونظرة كل منهم إلى المسائل الريفية من
زاوية اهتمامه الخاصة .
ففي الماضي قام المفكرون الاجتماعيون بمحاولات عديدة لفهم عمليات الحياة في
المجتمع الريفي ، وتقديم الحلول للمشكلات التي ظهرت في مجتمعاتهم . كما ظهرت في
العهود السابقة المسوح الشاملة التي تعبر عن وجهات نظر لبعض المفكرين البارزين الذين
ينتمون لأقطار مختلفة ، توضح الحياة الريفية وتغيرها طبقا لتغير المجتمع الريفي
وتطوره عبر مراحل مختلفة .
وفي منتصف القرن التاسع عشر تقدمت الملاحظات المنظمة observation systematic
عن أصل المجتمع الريفي والتحولات التي طرأت عليه . كما أدى تأثير الحضارة الصناعية
الرأسمالية ، وبخاصة على الاقتصاد الريفي والبناء الاجتماعي – في الأجزاء المختلفة من
العالم – إلى جذب انتباه الدارسين والباحثين لدراسة اتجاهات التطور الاجتماعي الريفي .
فأصبح البحث في موضوع أصل وطبيعة المجتمعات المحلية القروية يخضع للتحولات
التي طرأت على تلك المجتمعات .
ومن ثم يعتبر كل من ألوفشن Olufsen ومورير maurer وماين وهكسوسن
Hexthauausen وجيرك Gierk والتون Elton وسيتمان Stemann واينو Innes وآخرون
غيرهم من أهم الدراسين البارزين الذين ألقوا الضوء على المجتمع الريفي من وجهات نظر
مختلفة . كما ظهرت فيما بعد في العديد من الأقطار اهتمام الأساتذة والدارسين بظواهر
الحياة من جوانبها المختلفة .
ومع ذلك فإن علم الاجتماع الريفي كنظام واع محدد ومتطور ، ترجع أصوله إلى فترات
حديثة . ولأسباب تاريخية نشأ هذا العلم في الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ ينتشر
منها ببطء إلى أماكن أخرى . فأثناء مايطلق عليه في المجتمع الريفي (بفترة الاستغلال)
1920 – 1890 Period Exploiter ، وهي الفترة التي شهد فيها المجتمع الأمريكي فسادا
كبيرا ، ومن ثم توجه الاهتمام إلى دراسة المجتمع المحلي الريفي ، فأخذ التراث الهام
يصف ويحلل ارتفاع المشاكل ونمو الأزمة بصورة كبيرة ، ومع ذلك لم يستطع هذا التراث
اكتشاف وتحديد ، بل وصياغة القوانين الأساسية التي تحكم تطور المجتمع الريفي ،
ولكنه مازال غير قادر على خلق هذا العلم بصورة مكتملة .
لذلك فإن بداية علم الاجتماع الريفي ترجع إلى تدفق هذه المنشورات والتي يمكن
تمييزها في ثلاثة منشورات أساسية هي :1-يمثل تقرير الرئيس الأمريكي ثيودور
روزفيلت Roodevelt عن الحياة الريفية عام 1907 أول عمل ذا قيمة في هذا الموضوع ،
حيث ذهب الرئيس الأمريكي إلى القول بأن نمو وازدهار الثروة والمدنية لا يقلل من شأن
المجتمع الريفي الذي له أهمية كبيرة في المجتمع . ومن ثم قام بتكوين فريق أو لجنة
لبحث ودراسة المجتمع الريفي . وأكدت لجنة البحث أن المشكلة الأساسية تتمثل في
الحفاظ على المجتمع الريفي على ماهو عليه الآن ، بمعنى وقف التدهور المستمر في
المجتمع الريفي ، ثم محاولة تطويره من أجل بناء مجتمع ريفي أفضل ، عن طريقزيادة
إنتاجية الأرض الزراعية وتطور الحياة الريفية لإقامة مجتمع ريفي واعي
لقد قامت لجنة بحث الحياة الريفية Commission life Country The برئاسة دين بايلي
Baliey Dean – العالم المهتم بدراسة المشاكل الريفية – بنشر 000,500 استفتاء للفلاحين
وقادة الحياة الريفية ، علاوة على الاجتماعات ، تسلم منها حوالي 000,100 جواب ، وعلى
أساس هذا البحث نشرت اللجنة تقريرا حاولت فيه تحليل وتشخيص الخلل والتشوه الذي
أصاب المجتمع الريفي . وتوصلت اللجنة إلى أن هناك خمسة أشياء ضارة بالمجتمع
الريفي هي :
1 -عدم وجود معاهد علمية متخصصة وكافية
2 -عدم وجود وسائل نقل كافية
3 -ليست هناك وسائل اتصال كافية
4 -نقص في رؤوس الأموال
5 -ليست هناك منظمات خاصة لسكان الريف أو الفلاحين .
وفي الواقع يعد هذا التقرير مايمكن أن نطلق عليه دستور علم الاجتماع الريفي .
2 -الدرجات العلمية ، حيث اعتمدت عدد من درجات الدكتوراه على دراسة المجتمع
المحلي الريفي ، وتضمنت تراث هام يتناول مشكلات الحياة الريفية ، علاوة على أبحاث
سوء التكيف في الحياة الريفية التي قام بها أفراد الطائفة الريفية Church Rural.
3 -الدراسات المدرسية studies School التي تمثل التيار الثالث من هذه المنشورات .
حيث تعد كل من جيمس وليامز Williams.M.J عن “المدينة الأمريكية” American An
Town ودراسة وران ويلسون Sime.L Newell عن “Village Hoosier A “من أهم الدراسات
عن المجتمع المحلي الريفي الأمريكي.
فتوقف إسهامات ايطاليا “باريتو” تحت الحكم الفاشي ، وتوقف إسهامات ألمانيا “ماكس
فيبر” تحت الحكم النازي .
إلا أننا حينما نقول علم الاجتماع الريفي ، بالمعنى الأمريكي ، لم يعرف في أوروبا إلا
متاخرا فإن ذلك لا يعني أن لم تكن هناك معرفة منظمة بالحياة الريفية ، أو إن مثل هذه
المعرفة كانت مفتقدة تماما . فقد ظهرت تلك المعرفة العلمية بالحياة الريفية ولكن تحت
نطاق فروع أخرى مثل الجغرافيا البشرية (في فرنسا) التي اهتمت بدراسة الحياة الريفية
، وكذلك السياسة الزراعية (في ألمانيا) وأجريت عدة دراسات في هولنده عن المناطق
الريفية للحصول على درجة الدكتوراه . كما كانت هناك تقارير وصفية عن الحياة الريفية
نشرت هنا وهناك وهي تعد الآن بمثاببة وثائق في غاية الأهمية عن التاريخ الريفي .
لكن هذه الظروف قد تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية حيث حدث اتصال وثيق بين
العلماء الأوروبيين والأمريكيين ، وأغرقت المؤلفات الاجتماعية الأوروبية العلمية بما في
ذلك منشورات علم الاجتماع الريفي ، وأحاط الأوروبيون علما بهذا الوضع الجديد لعلم
الاجتماع وترتب على هذا الاتصال أن بدأ العلماء الأوروبيون يعيدون النظر في الوضع
الأكاديمي لعلم الاجتماع . وقد ساعد هذا التكامل بين التصور الأوروبي لعلم الاجتماع
والتصور الأمريكي له على نمو “علم الاجتماع الريفي” مضاف إلى ذلك ظهور مشكلات
جديدة في النطاق الاجتماعي . وتغيرت نظرة الحاكم والمحليين والمخططين وواضعي
السياسة إلى علم الاجتماع مما ترتب عليه الوعي بأهمية المعرفة المنظمة في حل هذه
المشكلات ومعالجتها . إلا أن التيار الأوروبي يختلف في بعض جوانبه عنه في الولايات
المتحدة فهو أي الأوروبي مازال يهتم بثقافة المجتمعات الريفية وقيمها اهتماما كبيرا
حيث تعالج موضوعات مثل الانشار .
ولم تتوقف المجتمعات الأوروبية على “تيار علم الاجتماع الريفي” بالمفهوم الأمريكي ،
بل بدأت تظهر دراسات ريفية أخرى قام بإجرائها متخصصون في علم الاجتماع العام
والانثربولوجيا الاجتماعية في أوروبا من ناحية ، وأن هناك مدارس علمية نمت في بعض
الجامعات الأوروبية وقادة حركة الدراسة العلمية للمجتمع القروي في مختلف أنحاء
العالم وبخاصة في الدول النامية من ناحية أخرى.