نحن لا نتعامل مع الآخر كما أنّ الآخر لا يعاملنا على أساس أننا عقول أو ذوات مفكّرة، بل أننا نعامل الآخر ويعاملنا_ من خلال حالاتنا النفسية وتقلّباتنا المزاجية، وننظر إلى الآخر أبىيضاً بوصفه حالة مزاجية أو ظرف نفسي.
إننا لا نعقل الآخر، كما لا يعقلنا الآخر، لذلك علاقاتنا، نحن البشر، ببعضنا البعض أكثرها صدامية وعدائية، إن لم تكن سلوكياً بشكل واضح، فنفسياً على الأقل.
إننا لا نعقل الآخر لأنّ علاقتنا به علاقة فوقية-استعلائية، نحن نرى أنفسنا أفضل منه وأكثر رفعةً، لذلك ننظر إليه، وهو ينظر إلينا بالتالي، نظرة استعاائية تحجّم الطرف الطرف الآخر وتختزله ضمن مزاجٍ معيّن أو أحكام مسبقة سطحية، ومن هنا تنفتح حافة الجحيم الذي هو “الآخر” بوصفه حالة نفسية أو مزاجية معينة سنضطرّ، في أحسن الأحوال، التعامل معها مؤقتاً، ثم التخلّص منها بأسرع وقتٍ ممكن.
معم فعلاً، ربّما سنكون بألف خير لولا الآخرين، وهم كانوا سيكونون أفضل حالاً لولانا. لذلك قد يكون سارتر مخطئاً حول العديد من الأفكار، لكنه اصاب مبد الحقيقة عندما رأى أنّ الآخرين هم سبب سقوطنا وانحدارنا.
((الجحيم هو الآخر))هكذا قال سارتر