فن فهم القرآن الكريم. مسالة مرتبطة بامتلاك أدوات علمية للغوص عميقًا في الفكر الإسلامي عبر كتابه. لا وقت لعامة الناس لتلك المهمة، فهي ليست بمسألة ترداد كلمات وعبارات ببغائياً. إذاً للمتخصصين والمثقفين دور في تلك هذا ما يستنتج من المحاضرة التي نظمها المشرف الأكاديمي لمؤسسة جسور للدراسات والأبحاث العلمية والتدريب د.يوسف الكلّام عبر محاضرة عن بعد، عبر تطبيق زووم، يومه الأحد 24 يناير 2021،تحت عنوان“بعض الأمثلة على إشارات القرآن الضمنية إلى النصوص السابقة: لقمان، القصة التوراتية لدخول أرض مدين، وإبراهيم في مامرا” للدكتورة كوبيو جنفييف. الله يتكلم عبر كتبه السماوية بإشارات وهذا ليس بهذيان لذا لفهم النص القرآني يجب اعتماد منهجيات لدراسة الخطاب متعددة وذلك لإدراك الرسالة الانسانية التي المراد إرسالها او التاريخ الانساني الذي يحاول ان يرسمها الله او الفكرة التي يريد تصحيحها او تاكيدها. لذلك يجب العودة الى المعنى المعجمي للدلالات اضافة الى المفاهيم التي قد ترتبط بالسياق بالتالي العودة الى التداولية.
هذا المنهج بحسب المحاضرة ليس الوحيد لفهم القران الكريم بل هناك مناهج اخرى منها العودة الى نصوص سابقة لاسلاف الانسانية او نصوص من الكتاب المقدس واساطير منقولة عن السابقون غير اننا لا نجمع التناص لمجرد جمع التناص على حد تعبيرها بل التناص هذا والرموز المتعلقة مثلا باماكن كطور سيناء المذكورة في القران الكريم ومحاولة تحديد مكانها لفهم السياق الرمزي الذي يحاول ان يرسله الله الى عقل الانسان. هكذا الله يحاول ان يوصل فكرة الى المتلقي وهي رسالة اخلاقية ادبية انسانية ليصبح اقرب الى الله الاوحد فاهمية هذا الكتاب القراني انه الطريق الى الله والديانات التوحيدية على حد توصيفها.
هذه المعارف لا تكف بل يجب التمكن من لغات متعددة منها اللغة العبرية كمثل الحنطة، او اللغة السريانية في بعض الاحيان اضافة الى اللغة العربية والقواعد العربية التي من دراسة الوظيفة للقواعد من خلال النظريات اللسانية يمكن اكتشاف المعنى المرجو اذ ان المعنى هو كل ما يهم المفسّر او الذي يحاول ان يفكك شيفرات الايات.
بعض المتابعين للمحاضرة تساءلوا عن تاويلات القران و الاحكام المسبقة للمستشرقين او التاويلات الايديولوجية باعتبارهم لا ينتمون الى الحاضرة العربية ويريدون اثبات ان القران لا علاقة له بالتاريخ البشري بل هو مجرد اداة فاجابت المحاضرة ان هناك كلام كثير في هذا الاطار وهذا ليس الموضوع ولا اين تمت عملية وضع القران الكريم ووجود الأماكن وارتباطها بتسمياتها في القرآن نفسه بل عن ماذا يتكلم هذا الكتاب بالتالي محور الدراسة هو القران الكريم نفسه ومضمونه بطريقة براغماتية واحترام ما يقوله بغض النظر عن البحث عن الاماكن ووجودها او عدم وجودها لكن بالنسبة للمحاضرة اذا ذكرت الأماكن في القران الكريم فهي اذا موجودة وهذا امر لا شك فيه.