01 نوفمبر 2021.. في هذا اليوم توفي الأمريكي آرون ت.بيك عن عمر يناهز 100 عامًا…
إنه أب العلاج المعرفي، وهو نهج تم تطويره من الستينيات وأحدث ثورة في الطب النفسي.
توفي في الولايات المتحدة ، في منزله في فيلادلفيا ، ابنته جوديث بيك ، رئيسة معهد بيك ، التي دربت الآلاف من المهنيين في العلاجات السلوكية والمعرفية (CBT).
قالت: “لقد كرس والدي حياته لتطوير واختبار العلاجات لتحسين حياة عدد لا يحصى من الأشخاص حول العالم الذين يواجهون مشاكل صحية، لقد غير حقًا مجال الصحة العقلية”.
رحيل آخر أباطرة علم النفس
اليوم نَعَت عالِمَة النفس الدكتورة جوديث بيك Judith Beck – رئيسة معهد بيك للعلاج السلوكي المعرفي – أبيها المرجِع الكبير عالِم النفس الإكلينيكي العظيم آرون بيك Aaron Beck (1921-2021)، قائِلَة: “اليوم معهدنا ومجتمعنا وعائلتنا في حداد على فقدان أبي الاستثنائي، الدكتور آرون بيك توفي بسلام في منزله عن عمر يناهز المئة سنة، بعد أن كرَّس حياته لتطوير واختبار العلاجات المُساهِمَة في تحسين حياة عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الذين يواجهون تحديات صحية نفسيَّة. لقد غير بالفعل مجال الصحة النفسيَّة من خلال تطويره وعقود من البحث في العلاج السلوكي المعرفي. وقد شاركته في تأسيس معهد بيك للعلاج السلوكي المعرفي لتوفير التدريب لممارسي العلاج المعرفي السلوكي في جميع أنحاء العالم، وكان حلمنا هو إنشاء مؤسسة من شأنها أن تسمح للعلاج المعرفي السلوكي بالتطور والازدهار، وقد نجحنا بما يفوق توقعاتنا، ونحن الآن نكرم إرثه من خلال مواصلة عمله وتعزيز مهمته في مساعدة الأفراد على عيش حياة أكثر صحة وسعادة ووضوح”.
بيك من أهم وأخطر علماء النفس على الإطلاق، ابتكر وأسس العلاج المعرفي وجعَل مِنه قوة كبرى في العالَم، واشتغل بحماسة منقطعة النظير حتى أخريات أيامِهِ، يبحث ويدرس ويحاضر في مختلف المحافِل العلميَّة العالميَّة، ليشكل إيقونَة كبيرة للإنسان الحقيقي، الذي لم يكن وجوده طارِئاً وهامشياً على الحياة، بل أنجز وغيَّر العالَم نحو الأفضَل، فخلَّف مؤسسات وحركات ومؤلفات وسيل هائِل من الدراسات ساهَمَت – ولا زالت وستبقى – في تخفيف معاناة الناس وتطوير حياتهم وجعلهم أكثر اتزاناً وعقلانيَّة.
لعل من أخطَر مفاهيمه: التشوهات المعرفيَّة Cognitive Distoryions، حيث أكد أن الاضطرابات النفسية تنتج عن تحكُّم أنساق ونظم وأساليب معرفية مشوَّهة في تفكير الفرد، مما يؤثر بقوة وبسلبية على المشاعر والسلوكيات. وأهم تلك التشوهات: التفكير الثنائي (التفكير بأن الشيء إما أن يكون كما نريد بالضبط أو لا يكون)، والتجريد الانتقائي (انتقاء حدث أو فكرة لدعم تفكيره الاكتئابي أو السلبي)، والاستنتاج الاعتباطي (قراءة العقل، أو الاعتقاد بمعرفة ما يفكر فيه الآخر، والتنبؤ السلبي، بمعنى اعتقاد الفرد بأن شيئاً سيئاً سيحدث، رغم عدم وجود دليل على ذلك)، والكوارثيَّة (التركيز على حدث واحد، وتضخيمه، حتى يصبح كارثياً)، والتعميم المفرط (اشتقاق قاعدة من احداث سلبية قليلة)، والنعت المختل (النعت السلبي للذات بالاعتماد على بعض الاخطاء والاخفاقات)، والتمجيد والاختزال (تمجيد العيوب وتقليل قيمة النقاط الجيدة)، والشخصنة (ربط الحدث غير المتصل بالفرد وجعله ذي معنى شخصي).
سيدي الكبير، ستبقى علامَة فارِقَة في تاريخ العالَم، وسنبقى تلاميذك، ننحني لعبقريتك ولإنسانيَّتك.
فما أجمل الحياة حين تترك بعدها مثل هؤلاء الأبناء، ومثل هذه الكلمات…