فتذكر أن محمداً صعد إلى السماء السابعة ووصل إلى سدرة المنتهى واقترب حيث لم يقترب مخلوقٌ من قبل، ولما عاد إلى الأرض كان في خدمة أهله.كان يحلب شاته، ويخصف نعله، ويأتي العبد يطلب أن يتوسط له عند سيده فيفعل، وتأتي الجارية الصغيرة تجره من يده ليشفع لها عند أهلها فيمضي معها.صعد إلى السماء السابعة وبقي يأكل في صحن واحد مع المساكين، ويركب بغله، ويأمر جيشه ألا يقطعوا شجراً، ولا يقتلوا طفلاً ولا إمرأة ، وأن يتركوا الرهبان في أديرتهم هم وما يعبدون…كان كبيراً قبل أن يصعد ، وظل كبيراً بعد أن نزل.
كلمة وزير الشؤون الإسلامية الماليزي, في الاجتماع الرابع عشر لعام ٢٠٢٠ لمجلس حكماء المسلمين.
فضيلة الإمام الأكبر صاحب المعالي، فخامة العلماء أعضاء المجلس الموقرين، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
إنه لشرف لي الانضمام إلى مجلسكم الموقر، والالتحاق بركب حكمتكم، وإنه ليسعدني العمل معكم في سبيل خدمة الأمة، ونشر قيم السلام، وترسيخ مبادئ التعايش السلمي بين أبناء الأخوة الإنسانية.معالي فخامة العلماء من بقاع الارض قاطبة..
أصحاب الوجاهة والسماحة،فإنني وقفت على جانب من المؤتمرات والفعاليات المقامة من أجل السلام. وكلنا يعلم أن لكل مؤتمر سلبياته وإيجابياته، وفطنت إلى أهم سلبية فيها وجدتها عدم التكلم بواقعية والركون للمثالية..
فارتأيت التكلم بواقعية وكلنا يعلم ارتهان العالم وحاجته للسلام.وكيف أن أعداء الدين من أصحاب إسلام فوبيا وغيرهم يرمون إلى إبعاد الناس عن ساح السلام والتواؤم معه علما أن الفطرة تنشده ولكن تكاثر الأعداء عندما استكان أبناء الحضارة التليدة في التواني عن دينهم..
ونحن نعلم بمقتضى قول الله “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وفحوى قوله: “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”ولا ننسى من خلال ذلك الدعوة الإخبارية التأكيدية استحضار قول الله: “والله يدعوكم إلى دار السلام” وقوله جل في علاه: “ادخلوا في السلام كافة” إخبار وإقرار فحواهما وماهيتهما سلامٌ وأمانا وطمأنينة واستقرار عن طريق قوله:” وجادلهم بالتي هي أحسن” لأن الذي بينهما العداوة كأنهما أولياء شرط الصبر والحكمة لأنه من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا..وأود أن أكد إلى أننا في ماليزيا نبارك جهود المجلس المباركة في نشر السلام، وترسيخ مفهوم التعايش، وإننا معكم قلبا وقالبا في كل ما تنتهجونه وتقرونه، ونحن نشد على أيديكم ونتمنى منكم استمرار عقد الندوات والاجتماعات بين أبناء المجلس وذلك للنظر في النوازل المستجدة، وتحقيقا لمفهوم التعايش السلمي ونشر السلام.وتعريج حديثي عما نشر في فرنسا يدل على أصحابها لا على نقص في إسلامنا أو ثلمٍ في معتقدنا فكل من يقابل الدين من أهل الملل والمذاهب يعلم ذلك ويوقن.فياأيها الأحبة هيا إلى سلام منشود وعودٍ مطلوب وميثاق موعود بيننا لنعمم السلام ونحبب بالإسلام.إسلام الرحمة المهداة.. إسلام محمد صلى الله عليه وسلم كما أنزل على محمد وآله وأصحابه فبنوا لنا إرثا خالدا ماجدا.وأخيرا، فنحن في أشد الحاجة الآن إلى أن نتَّحِد ونتعاون لتحقيقِ السلام الإلهي، الذي يضمَنُ لهذه الأمة حقَّها، ويحفظ لها كرامتها وحريتها.وذلك أن الأمة المُجزَّأة المُفكَّكة التي تسعى إلى تحقيق المكسب الذاتي، وتُضحِّي بالصالح العامِّ وحقوق رعاياها – لن تصنع سلامًا وأمنًا، بل تصنع حروبًا وفسادًا وهلاكًا، وفي النهاية فناءً محققًا؛ فالأمة الواحدة هي أمةُ السلام والهيمنة والخير والقداسة والحضارة، ولهذا قرن الله سبحانه وتعالى بين هذه الأمة وبين عبادته؛ كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92].