• المراحل الثلاث للاكتئاب :
1- الاكتئاب البسيط :
يظهر على شكل مشاعر سلبية و انفعالات تسيطر على حياة
الفرد لفترة محددة، و يعاني من اضطراب المزاج و تقلباته التي
تمنعه من مزاولة نشاطاته اليومية، و لكنه يكون قادرا على
مقاومتها و تخطيها بجهد بسيط، إذا توفرت له المراعاة النفسية
و الدعم الأسري و المتابعة النفسية مع المعالج.
2- الاكتئاب المتوسط :
و هو حالة من الاضطرابات المزاجية تستوجب بالضرورة متابعة
دوائية بإشراف المعالج النفسي. و يصبح الفرد في هذه الحالة غير قادر على تجاوز الأفكار الانفعالات السلبية، كما يصبح أسير سلوكيات تعيق تفاصيل حياته اليومية، و يسيطر عليه الإهمال في أداء نشاطاته، و تشتد الرغبة لديه بالانعزال و الوحدة، و كثرة النوم، و غياب الأهداف الواقعية، إضافة الى الشعور بالعجز عن إتمام المهمات لقلة الحيلة أو عدم القدرة على التركيز و التفكير، أو إيجاد حلول للمشاكل التي تعترضه. و يتطلب هذا المستوى من الاكتئاب العلاج الدوائي لنحو 6 شهور مع متابعة نفسية دورية من معالج.
3- الاكتئاب الحاد أو الاكتئاب النفسي الشديد :
يدفع المريض في نهايته إلى الانتحار في كثير من الحالات. و ينتج من إحساس الشخص بالعجز الكلي، و الضعف، و الوهن، و عدم القدرة على إنجاز أي جزء بسيط من مهامه اليومية التي كان ينجزها بسهولة سابقا، كذلك تسيطر عليه مشاعر انفعالية سلبية حادة تدفعه للتخلص من حياته، لغياب أهدافه في الحياة كليا و فشله في مواجهة الواقع و معايشته و حل ما تعترضه من مشاكل، إضافة إلى سيطرة مشاعر الحزن و الأسى عليه دوما، و رغبته الشديدة بالانعزال الدائم للهروب من الواقع. و تستمر حالة الاكتئاب الحاد سنوات مديدة، و يجب علاجها
عبر الأدوية المضادة للاكتئاب بجرعات عالية بإشراف معالج
نفسي بالضرورة، كونها تعمل على تحسين الأمزجة الدماغية. و ينصح في هذه الحالة بتناول مأكولات تؤثر إيجابا في المزاج، إضافة إلى إجبار المريض على ممارسة بعض النشاطات لإخراجه
من هذا المرض المدمر.
▪ أعراض الاكتئاب النفسي الشديد :
- ميل للبكاء الدائم و العزلة و الشعور بالوحدة.
- الهروب من الواقع إلى النوم و التوقف عن النشاطات اليومية بسبب
العجز و عدم القدرة أو عدم الرغبة بممارستها بالطريقة المعتادة. - فقدان الشهية تجاه الأكل إلى حد كبير مما يسبب النحافة او المرض
- الشعور بالذنب و عدم القدرة على التفكير و التركيز، و فقدان تسلسل الأفكار المنطقية و الإحساس بانعدام الأمل.
- صعوبات في اتخاذ القرارات.
- عصبية، قلق، و ضجر و إحساس بالتعب أو الوهن و قلة القيمة
- أفكار انتحارية أو محاولات للانتحار
▪ الآن لربما تسقسي و تقول هل يمكن الشفاء من الاكتئاب؟
• نقولك أن الشفاء التام من الاكتئاب ممكن في درجتيه البسيطة
و المتوسطة، إذا تلقى العلاج المناسب بالعقاقير المناسبة، و خضع
للمتابعة المستمرة مع المعالج النفسي حتى الشفاء.
• لكن المكتئب من الدرجة الثالثة يكون معرضا في كثير من الأحيان للانتكاسة فيعيش مجددا الأعراض ذاتها قبل العلاج، و التي تزيد حدتها أحيانا إذا انقطع عن تناول الأدوية، و خضوعه للمراقبة الطبية و مساعدته الدائمة على برمجة أهدافه لزرع الرغبة لديه بالحياة، من خلال العلاج السلوكي المعرفي الذي له الأهمية القصوى في علاج هذا المرض.
كما أنه من المهم و الضروري تلقي الدعم و المتابعة من أسرته و بيئته الحاضنة، خصوصا الأشخاص المحبين له و المفضلين لديه، لأنهم
الداعم الأكبر لوقوفه من جديد.
▪ ممكن تسقسي ما هي طرق علاج الاكتئاب النفسي الشديد؟
• الطرق العلاجية المستخدمة و الأكثر إفادة، هي العقاقير المضادة للاكتئاب و منها ما هو معروف ب “انافرانيل” و”ديانكزيت” و غيرها، و التي لا بد أن تترافق مع جلسات العلاج النفسي المناسب، التي يتبعها المعالج بحسب حالة المريض ونوع الاكتئاب لديه.
• كما أن العلاج السلوكي المعرفي أساس في علاج الاكتئاب العادي والاكتئاب النفسي الشديد، و هناك العلاج بالموسيقى و الرسم، إضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة، خصوصا رياضة الجري و المشي السريع التي تحرك العضلات و تنشط عملية مرور الأوكسيجين إلى الدماغ، و تعلم طرق التنفس التي تساعد في التخلص من المزاج السلبي و تعيد الحيوية إلى جسم المريض. أو يمكن تشجع المريض على ممارسة النشاط المحبب لديه و ما يفضله، المهم أن تخدم اختياراته الهدف المرجو و هو تحريك الجسم و تنشيطه لكسر الخمول و استعادة ممارسة مهامه بالحد المطلوب.