١-فكرة الطعن في البخاري وليدة وحديثة ولم يعرفها المسلمون الأوائل، بل منذ جمع البخاري صحيحة وحتى اليوم فلم يظهر عالم أو محدث واحد يقول إن في البخاري أحاديث مكذوبة!
٢-هذه التيارات الحديثة تستهدف البخاري بصفته على قمة الثبوت في الكتب النبوية، فإن سقط البخاري فبالتالي ما دونه يمكن إسقاطه بكل سهولة.
٣-المشايخ اليوم يدافعون عما استقرت الأمة عليه بالتواتر العملي، وهو وجود السنة ووجود مصنفات لها كالبخاري ومسلم والموطأ وغيرها..يدافعون عن أكثر من نصف تفاصيل الدين التي لن تستطيع معرفتها إذا أهملت ما قاله رسول الله بشأنها.
٤-التيارات التنويرية والعلمانية تحاول بشدة إقناع الناس بأن المرجع الرئيسي لداعش هو الحديث النبوي وعلى رأسه صحيح البخاري، فإنك كمسلم إذا أردت محاربة داعش فعليك بإنكار البخاري ثم إنكار السنة.
٥-الهدف في النهاية هو الطعن في القران، لأنه بنفس منطقهم فمخطوطة أبي بكر الصديق من القران غير موجودة، لكن القران الذي فيها تواتر نقله وتوفرت في كل جيل قضية الاتصال التي تنتفي معها فكرة التحريف والتبديل، وهذا ما تفتقده الأمم والمعتقدات الأخرى..
٦-مخطوطات صحيح البخاري التي نسخها المحدثون موجودة، وقد محص المسلمون كل ذلك منذ مئات السنين، وثبت بالتواتر أن هناك شيئا اسمه صحيح البخاري، فقد روى عن البخاري صحيحه وسمعه منه نحو تسعين ألفاً، ونسخوه وبقيت نسخه لليوم موجودة!
فكيف يدعى العلمانيون اليوم أن البخاري سنده منقطع بعدما سمعه الالاف ونسخوه وحفظوه؟
٧-الاعتبار أصلا في الحفظ هو بنقل البشر الثقات الأثبات سواء تمت الكتابة أم لا..فالكتابة ليست دليل صحة وثبوت إلا إذا انضم إليها السند المتصل الصحيح..أما مجرد الكتابة في حد ذاتها فليست شيئاً أصلاً لأنه يمكن أن آتيك بأي مخطوط تم اكتشافه اليوم وأقول لك: هذا مثلاً نسخة من القرآن، وعليك أن تقبله.
لكنك لن تقبله، لماذا؟ لأنه ليس هناك سند متصل يشهد لصحة نسبة هذا المخطوط لرسول الله وأصحابه!
٨-الأمم السابقة ليس لديها سند فلذلك دوماً عندما تظهر مخطوطةٌ لهم نطالبهم بالدليل على صحة سندها لأصحابها..وطبعاً غالبا ما يكون هذا الدليل مفقوداً..بينما نحن المسلمين فخورون بوجود الاتصال في السند جيلاً بعد جيل الذي به تثبت صحة نسبة المخطوطات لأصحابها.
٩-اختلاف الأئمة في بعض الأحاديث لا ينفي اتفاقهم على أن الحديث الصحيح دليل سواء كان آحاداً أم تواتراً..لذا تجد المحدثين من المذاهب الأربعة مقرون بصحة البخاري في الجملة..سواء كانوا مالكية أم حنابلة أم غير ذلك.
١٠-أخيراً لإخواني أبناء ملة الإسلام:
لا تجعلوا الغضب السياسي يقودكم لإنكار بعض الحقائق الإسلامية..يمكنك أن تتبنى ما يعجبك من الآراء السياسية لكن لا تسمح لها أن تبدأ بالتشكيك في ثوابت دينك التي لا توجد أمة واحدة على وجه الأرض تمتلك نفس المقومات التي تمتلكها الأمة الإسلامية للتثبت من الأخبار والرواة.
١-مجمل ما انتُقد على البخاري تقريباً ١٪ من الكتاب.
٢-وهذا الذي انتُقِدَ فإن الجماهير رجحوا فيه قول البخاري على غيره وقالوا إن الانتقاد ليس صحيحاً والحق مع البخاري.
٣-وهذا الذي انتُقِدَ ليس فيه شيء من الأحاديث التي لا تعجب التنويريين ويريدون تغييرها.
٤-وهذا الذي انتُقِدَ لا يجعل البخاري مجالاً لعبث العابثين، ف ١٪ لن يعطيك تبريراً للعبث في ال ٩٩٪..
٥-يريد التنويريون أن ينطلقوا من هذا المدخل إلى فكرة العبث في السنة طولاً وعرضاً، بحسب اهوائهم ونزواتهم..
احذروهم..حاربوا فكرَهم وارفضوه بالحجة والدليل والبرهان..فلا شيء أغلى من دينكم وثوابتكم.
والله من وراء القصد، وهو مولانا وحسبنا ونعم الوكيل…