نوع القضاء في كل قضيةمن خلال مدونة الأسرة

• دعوى الإذن بالتعدد

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح، وعلنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة: من المادة 40 إلى المادة 46 من مدونة الأسرة

• دعوى النفقة .

نوع القضاء : قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة : من المادة 187 إلى المادة 205 من مدونة الأسرة

• دعوى الحالة المدنية .

نوع القضاء: قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة : قانون الحالة المدنية رقم 37.99

• كفالة الأطفال المهملين .

نوع القضاء: قضاء فردي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: ظهير شريف رقم 1.02.172 الصادر في فاتح ربيع الأخر 1423 الموافق ل 13 يونيو 2002 بتنفيذ القانون رقم 15.01 المتعلق بكفالة الأطفال المهملين

• دعوى ثبوت الزوجية .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة كتابية و إن كان اغلب المحاكم لا تستلزم بشأنها تنصيب محام ، نظرا للطابع الأسري الذي تكتسيه هده الدعوى
الفصول المنظمة : المادة 16 من مدونة الأسرة

• دعوى الحضانة .

نوع القضاء: قضاء جماعي ما عدا أداء واجب الحضانة
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 163 إلى المادة 186 من مدونة الأسرة

• دعوى النسب .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 150 إلى المادة 162 من مدونة الأسرة

• دعوى تذييل حكم أجنبي بالصيغة التنفيذية .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة الفصلان 430 و 431 من قانون المسطرة المدنية و الفصل 128 من مدونة الاسرة

• دعوى تمويت الغائب أو المفقود .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 325 إلى المادة 328 من مدونة الأسرة

• دعوى التقديم .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 229 إلى المادة 235 و المادة 244 إلى المادة 276 من مدونة الأسرة

• دعوى التحجر .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: من المادة 212 إلى المادة 228 من مدونة الأسرة

• الدعوى المقدمة في إطار تدبير الأموال المشتركة أثناء فترة الزواج .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: المادة 49 من مدونة الأسرة

• دعوى القسمة .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة: جلسة علنية
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة كتابية
الفصول المنظمة: الفصل 977 إلى الفصل 981 من قانون الالتزامات و العقود
المادة 395 من مدونة الأسرة
الفصول المنصوص عليها في ق.م.م و قواعد الفقه الإسلامي المعمول بها وفق المذهب المالكي

• دعوى الطلاق قبل البناء .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : من المادة 78 إلى 80 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق الرجعي .

نوع القضاء : قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة : مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : من المادة 78 إلى المادة 93 من مدونة الأسرة

• دعوى طلاق التمليك .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 89 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق الخلعي .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة: من المادة 115 إلى المادة 120 من مدونة الأسرة

• دعوى الطلاق بالاتفاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 114 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للشقاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 94 الى 97 من مدونة الاسرة

• دعوى التطليق بسبب الاخلال بشرط في عقد الزواج .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 99 مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للضرر .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 99 الى 101 من مدونة الاسرة

• دعوى التطليق لعدم الإنفاق .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 102 إلى 103 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للغيبة .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية
الفصول المنظمة : المادتان 104 و 105 من مدونة الأسرة

• دعوى التطليق للعيب .

نوع القضاء: قضاء جماعي
نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة من 107 إلى 110 من مدونة الأسرة
• دعوى التطليق للإيلاء و الهجر .

نوع القضاء: قضاء جماعي

نوع الجلسة : جلسة سرية ” غرفة المشورة ” في مسطرة الصلح ، و علنية فيما عدا دلك
نوع المسطرة المتبعة: مسطرة شفوية حضورية
الفصول المنظمة : المادة 112 من مدونة الأسرة

الصفحة الرسمية للأستاذ اسعيدي فؤاد

فروع تخصص علم النفس‎

يعتبر تخصص علم النفس من أكثر التخصصات الجامعية التي تضم العديد من الفروع، مما يتيح للطالب حرية الاختيار من بينها بحسب ما يراه مناسبا لانتمائه وطموحه، وهذا ما يجعله ينطلق إلى رحاب العمل بسهولة بعد التخرج. فيما يلي فروع علم النفس وأقسامها.‎
✅علم النفس العام: يعتبر من أساسيات فروع علم النفس سواء كانت النظرية أم التطبيقية، حيث يتضمن مداخل علم النفس والتعريفات الأساسية للفروع الأخرى.‎
✅علم النفس الفلسفي: يدرس الطالب العلاقة بين الفلسفة وعلم النفس وتأثيرها على سلوكيات وأنماط الأفراد والمجتمع.‎
✅علم النفس الاجتماعي: يدرس الطالب في هذا الفرع علاقة الفرد بالمجتمع وتأثره به وتأثيره فيه، إضافة إلى دراسة سلوكيات الجماعة ككل ومدى تأثر الفرد بها.‎
✅علم النفس الرياضي: يدرس الطالب الأثر النفسي على الفرد أثناء الأداء الرياضي ومدى تأثره به، وتفسير السلوك الرياضة والعوامل المؤثرة فيه.‎
✅علم النفس المرضي: دراسة تختص بالأمراض النفسية والاضطرابات العقلية وأسبابها وطرق علاجها.‎
✅علم النفس السياسي: يعني بدراسة السلوك السياسي وفهم السياسية وعلاقة السياسيين بها ومدى تأثرهم بالسياسة وتأثيرهم السياسي على المجتمع، ودراسة العلاقة التي تربط بين السياسة وعلم النفس.‎
✅علم النفس السياحي: يعني بدراسة فهم السلوك الفردي وعلاقته بالعمل السياحي، كما يعني دراسة المشكلات التي قد تواجه الأشخاص العاملين بالسياحة وعلاقتها بالسائحين.‎
✅علم النفس التنموي: يعني بدراسة التطور الإنساني بمعنى فهم التطور التنموي الذي يحدث للإنسان في مراحل نموه منذ نعومة أظافره مرورا بسن المراهقة وانتهاءً بمرحلة الشيخوخة، ومدى تأثره بالمراحل العمرية التي يمر بها وتأثيرها على سلوكياته.‎
✅علم نفس الصحة: يهتم فرع دراسة علم النفس الصحي بفهم سلوكيات الأفراد وتأثرها بالصحة والمرض، وتأثير العامل النفسي على صحته.‎
✅علم النفس الفسيولوجي: وهو يعني بدراسة العلاقة التي تربط بين السلوك الإنساني والأعضاء الفسيولوجية.‎
✅علم النفس العصبى المعرفي: هو ” ذلك العلم الذى يقوم بدراسة العلاقة بين السلوك البشرى ( متمثلاُ فى الجانب المعرفى ) والجهاز العصبى ( متمثلاً فى وظائف النصفين الكرويين للمخ الإنسانى ) وتستمد هذه الدراسة معلوماتها من أكثر من علم كعلم التشريح ، وعلم النفس البيولوجى ، وعلم النفس العصبى ، وعلم النفس الفسيولوجى ، وعلم النفس المعرفى فإذا كان علم النفس العصبى يبحث فى البنى العصبية للمخ الإنسانى فإن علم النفس المعرفى يبحث فى وظيفة تلك البنى العصبية.
✅علم النفس المعرفي: أحد فروع علم النفس الدقيقة، ويطلق عليه أيضا بعلم النفس الإدراكي، وهو يهتم بدراسة العمليات الذهنية الداخلية، وفهم الآلية التي تقوم عليها عملية التفكير لدى الإنسان وإدراكه وتذكره للأشياء، بالإضافة إلى إيجاد الحلول للمشكلات المتعلقة بها.‎
✅علم النفس الإنساني: فرع من الفروع التطبيقية لعلم النفس، ويعني بدراسة التحليل النفسي والسلوكي للإنسان، وتفسير الظواهر الإنسانية، وفهم حقيقة الفرد واندفاعه نحو رغباته الخاصة وكيفية إشباعها.‎
✅علم النفس الجنائي: يعني بدراسة وفهم سلوكيات المجرمين، والدوافع التي أدت بهم إلى ارتكابهم للجرائم، وردود فعلهم بعد الجريمة.‎
✅علم النفسي العقابي: يعني بدراسة العلاقة التي تربط بين الإنسان والضغوط النفسية التي يتعرض لها بسبب العقاب، مثل الضغوط التي يشعر بها المساجين، أو الضغوط التي يشعر بها الأطفال اتجاه معاقبة المدرس أو ولي الأمر له، ومدى تأثر سلوكياته بالعقاب.‎
✅علم النفس الصناعي: من فروع علم النفس التطبيقية، ويعني بفهم ودراسة سلوك العمال، ودراسة وعلاج المشكلات بين العمال ومدى تأثير ذلك على العمل والإنتاج، بالإضافة إلى دراسة الحوادث الناتجة عن العمل وأسبابها، وتحسين العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، وتحليل المهن لتحقيق أكبر فائدة للإنتاج وتوفير الأجواء المناسبة لتحفيز العمال على قدرتهم الإنتاجية.‎
✅علم النفس التربوي: من الفروع الأساسية النظرية والتطبيقية لعلم النفس، وهو يعني بدراسة المبادئ العامة لعلم النفس وتطبيقها على أرض الواقع في المجال التربوي، بالإضافة إلى دراسة السلوك الإنساني عمليا في مختلف الأنماط التربوية.‎
✅علم النفس الإداري: يعني بدراسة ‎السلوك الإنساني‎ في مختلف المجالات الإدارية دراسة عميقة تتضمن التحليل والتصنيف والتفسير لهذا السلوك وتأثيره على المجال الإداري.‎
✅علم النفس الأسري: هو دراسة وتحليل الأسرة وعلاقتها بالمجتمع، وعلاقة الفرد بالأسرة والعائلة، ودراسة وفهم سلوكيات العائلات الأسرية وعلاقتها ببعضها البعض، وحل المشكلات التي تواجه أفراد الأسرة.‎
✅علم النفس البيئي: هو دراسة السلوك الإنساني ومدى تأثره بالبيئة المحيطة به.‎
✅علم نفس المرور: يعني بدراسة سلوك الفرد في الطريق والمرور، وحل المشكلات التي يتعرض لها الفرد في الطريق، وتحسين سلوكياته لتفادي أخطار المرور وحوادثها ولتحسين حركة المرور.‎
✅علم نفس الموسيقى: يهتم بكل ما يتعلق بالموسيقى والموسيقيين، وتفسير كيفية تلقي الموسيقى والاندماج بها.‎
✅علم النفس القانوني: يتناول هذا الفرع كل ما يخص القانون، كالمؤسسات القانونية والأشخاص الذين يتعاملون مع القانون بصفة مباشرة، ودراسة المبادئ القانونية والاجتماعية وكيفية تطبيقها.‎
✅علم نفس الفروق الفردية: دراسة علم النفس تهتم بتحديد الفروق الجسمية والفردية في الإنسان وكيفية التعامل معها، ومدى تأثيرها على الفرد، والأشخاص فيما بينهم.‎
✅علم النفس الديني: ويُعرف أيضا بعلم نفس الأديان، يهتم هدا الفرع بالأمور الدينية والروحانية من جميع الجوانب، نشأتها، تطورها، سلوك الفرد المتدين وتأثره بالمعتقدات الدينية وأثر ارتباطه بالدين بسلوكياته وانفعالاته.‎
✅البرمجة اللغوية العصبية: دراسة تعني بكيفية تطوير السلوك الإنساني وتوجيهه نحو الإبداع ومساعدة الآخر للوصول إلى النجاح الحقيقي والإنجاز الأفضل، وذلك عن طريق عدة أساليب تعتمد في تطبيقها على المبادئ الإدراكية والحسية واللغوية لدى الإنسان.‎
✅علم النفس الحربي: من الفروع الحديثة التي تُدرّس مؤخرا في علم النفس، حيث يتناول دراسة إعداد وتنظيم الجيش وفقا لمبادئ وأساسيات علم النفس.‎
✅علم النفس التجريبي: أو السيكوفيزيقيا، من فروع علم النفس الحديثة، ويعتبر أحد الفروع الأساسية، حيث يتناول دراسة تطوير طرق وأساليب البحث العلمي بوسائل ابتكارية، إضافة إلى دراسة بعض الظواهر النفسية مثل التذكر والتعلم والإدراك.‎
✅علم النفس البيولوجي: ويُعرف أيضا بعلم النفس الحيوي أو علم الأعصاب السلوكي، يهتم بدراسة كيفية تطبيق علم الأحياء على العمليات السلوكية والعقلية لدى الإنسان، وعلاقة الأمراض النفسية التي يعاني منها الفرد بتكوينه البيولوجي ومعرفة ما إذا كانت تلك الأمراض لها علاقة بالوراثة أم أنها مكتسبة.‎
✅علم النفس الدوائي: يهتم هذا الفرع بدراسة أنواع الأدوية والعقاقير التي يتم أخذها في الحالات العصبية والنفسية، وتصنيفها وفقا لآلية عملها، وكيفية تأثيرها على الجهاز العصبي للإنسان وعلاقة تلك الأدوية بالجانب النفسي للمريض.‎
✅سيكولوجية الحيوان: يهتم بدراسة سلوكيات الحيوانات والعلاقة بينها وبين تطور السلالات، وعلاقة الإنسان وسلوكياته بسلوكيات الحيوانات وفهمها.‎
✅علم النفس الدينامي: أحد فروع علم النفس، حيث يهتم بدراسة التحليل النفسي وفقا لمدرسة الجشطالت، وهي إحدى المدارس النفسية التي تقوم على قانون الكل أكبر من مجموع الأجزاء.‎
✅الأمراض السيكوسوماتية، ويعرف بالطب النفسجسمي، أو الأمراض النفسجسمية، وهو فرع من فروع الطب النفسي، يعني بدراسة الأمراض التي تتأثر بالعوامل النفسية والذهنية بشكل كبير على المريض، بمعنى أدق تلك الأمراض التي لا يجد لها الطبيب تفسيرا عند الفحص السريري وتعود أسبابها للحالة النفسية الخاصة بالمريض مثل أمراض الصداع النصفي، الإكزيما، أو القولون العصبي وغيرها.‎
✅سيكولوجية الإدمان: أحد فروع دراسة علم النفس أو الطب النفسي الهامة، حيث يعني بدراسة كل ما يتعلق بسلوكيات الفرد المدمن، والعمليات الاضطرابية التي يتعرض لها المدمن، وكيفية اكتشاف أسباب الإدمان وطرق العلاج النفسية التي تعتمد على مبدأ المكافأة.‎
✅علم النفس السريري (الكلينيكي): من أكثر فروع علم النفس انتشارا، وهو من أهم فروعه أيضا، حيث أنه من أساسيات العلوم النفسية التي تعتمد على دراسة وفهم النظرية السريرية، وطبيعة العلاقة بين المريض النفسي والضغوط أو الاضطرابات التي يعاني بها، وكيفية التغلب عليها وتشخيصها تشخيصا علميا دقيقا.

سنة هجرية جديدة 1442

أيها الإخوة المؤمنون :
مع ذهاب هذا العام ، ومجيء العام الجديد ينبغي أن ندرك خُطورة الوقت ..

الوقت أثمن شيءٍ نملكه في الدنيا ، إنّك بالوقت تعرف الله عزّ وجل ، فإذا استهلكته في أهداف رخيصة ، في مشاحنات فارغة ، في القيل والقال ، إذا استهلكت الوقت الثمين في سفاسف الحياة ، فقد غامرت برأس مالك ، رأس مالك الأوْحد هو الوقت ، فكيف ستمضيه ؟

قال رسول الله ﷺ : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه )

إنّكم في زمن هدنة ، وإنّ السير بكم سريع ..
ليسأل كل واحد منّا كيف مضت عليه هذه السنون ، يقول لك أحدهم قبل قليل كنت في المدرسة الإبتدائية والآن لك زوجة وأولاد ، وأولادك في المدرسة الإبتدائية ، وقد زوَّجْت أولادك !

فهل بقيَ لك من العمر بمثل ما مضى ؟

(معترك المنايا كما قال عليه الصلاة والسلام بين الستّين والسبعين )
ومن بلغ سنّ الأربعين فقد دخل أسواق الآخرة
ومن بلغ الستّين فهو كفاكهةٍ أيْنَعَتْ وحان قطافها
فما بالُ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا ؟
ماذا أعْددْت لساعة الموت ؟
ماذا أعددْت لساعة الرحيل ؟
ماذا أعددْت لساعة الفراق ؟
ماذا أعْددْتَ لِتَرك الأحبّة ؟
ماذا أعددْت لِتَرك هذا البيت ؟

أيام تمضي بنا سريعاً، من شتاء إلى خريف، إلى ربيع، إلى صيف، إلى شتاء ..
أيام تمضي سريعاً، من أوّل الأسبوع إلى آخره، ومن أول الشهر إلى آخر الشهر، ومن أول السنة إلى آخر السنة … الأياّم تمضي سريعاً .

فكلّ شيء في الدنيا بلا ثمَن ..
مهما كنت غنيًّا ، لابدّ من قبرٍ يضمّك
مهما كنت وجيهًا ، لابدّ من نزول القبر
الليل مهما طال فلا بدّ من طلوع الفجر
والعمر مهما طال فلابدّ من نزول القبر

نظم وقتك، ضع برنامج لحياتك، للقاءاتك، لمطالعتك، لقراءة القرآن، لعباداتك، لذكر ربّك، للعمل الصالح، للجلوس مع أهلك، مع أولادك، للذهاب في نزهة ..

عندكم عبادات، عندكم مهمات، عندكم أولاد، عندكم أزواج، عندكم أهل، عندكم متطلبات، عندكم إلتزامات ..
لكن حينما تنظم وقتك، وتأخذ بالأسباب كلها، ثم تتوكل على الله، وتسأل الله الرزق الحلال، وتخرج من بيتك في وقت مبكر .. الله عزّ وجلّ في عليائه يتولى بذاته العلية أن يرزقك رزقاً كثيراً حلالاً طيباً مباركاً فيه..

فلسفة العقل والدين عند كل من الفلاسفة اسبينوزا وكانط وهيغل

بسبب ما يشهده العالم حاليًا من عنف وفوضى وتقلبات حدّية، تعود أطروحات فلسفية وضعها سبينوزا، وكانط، وهيغل، إلى الواجهة، حيث إن دراستها بتمعن وفهمها قد يساعد في التفكر في المستقبل.
تعتبر الفرنسيّة كاترين غوليو أن سبينوزا، وكانط، وهيغل هم الأكثر حضورا في عالم اليوم الذي يشهد تقلبات عنيفة، وبروز العديد من المذاهب والإيديولوجيات التي تحرض على العنف والكراهية، وعودة الشعوذة والسحر للمجتمعات في الدول المتقدمة. وفي ذلك كتبت تقول: “نساء يحاكمن بالإعدام اعتمادا على القرآن لأنهن اغتصبن. أميركيون يؤكدون أن العالم خلق بحسب روزنامة سفَرَ التكوين. شخصيّات أوروبية كبيرة ونافذة تسافر إلى إفريقيا السوداء لدراسة السحر والانتفاع من “فضائله”. هل نحن على وشك الانحدار إلى عالم الجنون مستعملين الأسلحة التي هي أسلحتنا، والتي هي حرية الفكر والوجود، والعقل، والأخلاق، والقانون، والحق، والكثير من المفاهيم التي كان قد طالب بها منذ قرون عدة كلّ من سبينوزا، وكانط وهيغل ضد السلطة الدينية، وضدّ استبداد الحكام، والأمراء، وكان سلاحهم الوحيد في تلك المقاومة الشرسة للتصدي لكلّ هذا هو قوة الفكر المناهضة لكلّ شكل من أشكال الشعوذة، ولكلّ ما يتنافى مع العقل البشريّ، ومع المبادئ التي تدعو إلى التسامح، والتضامن بين الشعوب؟ لذا فإن أطروحاتهم الفلسفيّة لا تزال تسكننا إلى حدّ هذه الساعة حتى وإن لم نكن واعين بذلك. وربما لأن الفلاسفة الذين ذكرت عسيرون إلى حد ما عن الفهم فإننا أهملناهم لنهتم برطانة المختصين. مع ذلك لا بد من العودة إليهم والى نصوصهم واطروحاتهم لكي نتعلم كيف نفكر حول قضايا عصرنا الراهن”.

مؤسسو الفلسفة الحديثة

ويرى الفرنسي الآخر جان ميشال باستييه أن سبينوزا وكانط وهيغل هم المؤسسون للفلسفة الحديثة بجميع فروعها. وهم كانوا أول من خلّص الفلسفة من هيمنة السلطة الدينيّة، ونادوا بأن يكون الإنسان حرّا لكي يكون موجودا بالفعل، داعين إياه إلى التفكير بدوره حول العالم بالاستناد إلى العقل”. وفي مقالة، ذكر بيار- فرانسوا مورو أن الفيلسوف الهولندي باروش سبينوزا (1632-1677) هو اليوم الفيلسوف الأكثر قربا منّا. لذا لا تزال مؤلفاته تحظى باهتمام القراء والنقاد على حد السواء. وقد منح سبينوزا أولويّة للعقل، مستندا في ذلك إلى التطورات العلمية التي شهدتها أوروبا في القرن السابع عشر. لهذا السبب، شنّت ضدّه السلطة الدينيّة اليهودية التي تنتمي إليها عائلته هجمات عنيفة متهمة إياه ب”الإلحاد والكفر”. وجرّاء مثل هذه التهم، ذاق الأمرين. مع ذلك رفض التراجع عن أفكاره.

ويقول بيار -فرانسوا مورو بإن سبينوزا هو الوحيد الذي استطاع أن يطبق منهج ديكارت تطبيقا جذريّا في المجالات التي أستبعدها ديكارت من منهجه، خاصة في مجال الدين، ويعني بذلك الكتب المقدسة، والكنيسة، والعقائد، والتاريخ المقدس …ألخ…لذلك كانت هناك محاولات لاغتياله في حين أن ديكارت كان صديقا لرجال الدين الذين كانوا موجودين في منهجه باعترافه هو نفسه، كدعامة للدين، ونصرة لعقائده. ثمّ إن سبينوزا طبّق منهج الأفكار الواضحة والمتميّزة في مجال الدين والعقائد. فليس العقل فقط هو أعدل الاشياء قسمة بين الناس، بل هو أيضا أفضل شيء في وجودنا، ويكون كماله خيرنا الأقصى. وسبينوزا هو أيضا الوحيد بين الديكارتيين الذي طبق منهج ديكارت في السياسة، فدَرسَ أنظمة الحكم، وقارن بينها، وانتقد الانظمة التسلطيّة القائمة على حكم الفرد، لينتهي الى القول بإن النظام الديمقراطي هو النظام الاكثر اتفاقا مع العقل ومع الطبيعة.

“الناس يستخدمون الدين ذريعة”

ويرى سبينوزا أن الكثير من الناس يستخدمون الدين ذريعة ليفعلوا ما يشاؤون. وفضلا عن ذلك، فإن الانقسام إلى شيع، والى ملل، لا ينشأ عن رغبة صادقة في معرفة الحقيقة (لأن هذه الرغبة تؤدي إلى الطيبة والتسامح)، بل عن شهوة عارمة للحكم. ومن ذلك يتبيّن بوضوح أن دعاة الفتنة هم أولئك الذين يدينون كتابات الآخرين، ويثيرون غضب الشعوب ضدّ مؤلفيها. وهم مثيرو الشغب الحقيقيين الذين يريدون في دولة حرة القضاء على حرية الرأي التي لا يمكن القضاء عليها. ومن كل هذا، يستخلص سبينوزا ما يلي:

-1: مستحيل سلب الافراد حريتهم في التعبير عن ما يعتقدون.

-2: لا يهدد الاعتراف بهذه الحرية حقّ السلطة العليا وهيبتها، ويستطيع الفرد الاحتفاظ بحريته دون تهديد لهذا الحق بشرط ألاّ يسمح لنفسه بتغيير قوانين الدولة المعترف بها أو بأن يفعل شيئا ضد القائمين بها.

-3: يستطيع الفرد أن يتمتع بهذه الحرية من دون ان يكون ذلك خطرا على سلامة أمن الدولة وعلى التقوى.

وأما فلسفة كانط (1727-1804) كما يرى إلى ذلك لوك فيري، والتي تزامن ظهروها مع الاكتشافات العلميّة الكبيرة خلال القرن الثامن عشر، فهي تقوم على اعطاء القيمة العليا للإنسان الذي يتحتم عليه، بحسب الإمكانيات المتاحة له، منح معنى للعالم من وجهة نظر المعرفة، والأخلاق، والمصالح السياسية.

وفي مؤلفه الذائع الصيت “نقد الفكر الخالص”، الصادر عام 1781، يطرح كانط أفكاره على النحو التالي: إذا ما كان العالم قد أصبح فوضويا، ونسيجا من القوى المتصارعة والمتقاتلة، فإنه يتحتم على رجل العلم بواسطة قوة عقله، أن يعيد النظام للعالم، وأن يمنح الواقع معنى من جديد. وهذه هي بحسب رأيه مهمة العلوم الحديثة التي لا تقوم على التأمل في تراث الإغريق القدماء، وإنما على العمل، وعلى البلورة الحيوية، وتأسيس قوانين تسمح بإعادة الانسجام والهدوء لعالم يتخبط في الفوضى.

وفي كتابه المذكور، عبّر كانط عن موقفه من الدين، وكتب في ذلك يقول: “إن قرننا (يعني بذلك القرن الثامن عشر) هو قرن النقد من دون منازع .النقد الذي يجب أن يرضخ له كلّ شيء بما في ذلك الدين بحكم قداسته والتشريعات بحكم مهابتها”. وكان كانط من أكثر المتحمسين للدفاع عن التنوير، وهو يعتبر “الأنوار” “لحظة خروج الإنسان من حالة الخنوع التي يتحمل مسؤوليتها هو أيضًا. كما أنها – أي ألأنوار- بداية تبشر بعصر جديد، يتميّز بالانفتاح، والحرية بالاستناد إلى العقل في الأمور المتصلة بالدين.

ويعتقد فرانسوا كارفيغان أن هيغل (1770-1831) وسّع مجال الفلسفة، وفتح أبوابا جديدة لم يتمّ طرقها من قبل. وقد أتاحت له معارفه الموسوعية بأن يلقب بـ”أرسطو” عصره. فقد اهتم بالكيمياء، وبعلم التنجيم، وبعلم النفس، وبالاقتصاد، وبالسياسة، وبالفنون بجميع أنواعها. كما اهتم بالتاريخ اهتماما كبيرًا.لذا يمكن أن نقول بإن جميع الفلاسفة الذين اشتهروا في القرنين التاسع والعشرين مثل ماركس، ونيتشه، وكيركوغارد، وكوجيف، وهايدغر، وغيرهم استندوا إلى فلسفته، ومن وحيها بلوروا مفاهيم وأطروحات جديدة.

وعن هيغل كتب فرانسوا كيرفيغان يقول:”في الفلسفة الهيغلية، لا تحتل فلسفة مفهوم الأنا العزيزة” مكانا كبيرا إذ أن هيغل يمقت التحدث عن نفسه مخيرا موقع الكاتب الذي يكتب ما تمليه عليه روح العالم.

مع ذلك هو يحكم علينا بأن نقوم بتفسيره. وهو يقول بإنه من الغباء أن نحلم بأن أيّ فلسفة مهما كان نوعها، يمكن أن تتعدى حدود العالم الذي تبرز فيه. إن فلسفة هيغل لا تتحدث اذن عن عالمنا، لكنها تمنحنا أدوات قوية لكي نتوصل الى التفكير في ماهيته. وكان هيغل أول من طرح أيضا مسألة “نهاية التاريخ” التي أختارها فوكاياما لكي تكون حجر الزاوية في أطروحاته بعد انهيار الشيوعية

سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون

قراءة في كتاب سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون
الجزء الأول : الطالبة حنان السملالي
الجزء الثاني : الطالب أسامة البحري
الجزء الثالث : الطالبة رشيدة رخوخي
طلبة شعبة علم الاجتماع – بني ملال – جامعة السلطان مولاي سليمان
سيكولوجيا الجماهير “الجزء الأول”
بقلم الطالبة حنان السملالي
في ما مضى كانت السياسة التقليدية للدول و المنافسة بين الحكام هي التي تشكل العوامل الأساسية التي تحرك الأحداث ، و لم يكن لرأي الشعوب في الغالب الأعم قيمة ، و لكن بدخول الطبقات الشعبية في الحياة الساسية و تحولها بالتدريج إلى طبقات قوية قائدة أصبح صوتها راجعا و غالبا بل قادرا على قلب الموازين ، تلك القوة استمدت عن طريق نشر بعض الأفكار التي زرعت في النفوس ثم رويدا رويدا ، بواسطة تجمع و احتكاك و تكتل الأفراد من خلال الروابط و الجمعيات تجسدت مفاهيم التي كانت مجرد نظرية ، فأصبحت المطالب واضحة أكثر فأكثر و تميل الى قلب و تدمير المجتمع الحالي ، فالعقائد الجديدة سوف تكتسب قريبا نفس قوة العقائد القديمة ، لذلك يكفي القيام بتمعن شديد و فاحص للأحداث التي تمخضت عنها التحولات العظمى ، ليتضح ان السبب الحقيقي الكامن وراء ما يبدو كأسباب ضاهرية هو في الحقيقة تغير عميق يصيب الشعب ، فصح القول إذن “انما تتناقله كتب التاريخ ليس سوى آثار مرئية لمتغريات لا مرئية يصيب عواطف البشر ” و في نهاية القرن التاسع عشر تزايد عدد الجماهير على سطح المسرح الاوروبي ، و راحت اعمالهم المباغتة ، فبدأ الباحثون و المفكرون الفرنسيون الايطاليون ، يتحدثون عن ظاهرة الجماهير المجرمة ، المجرمون الجماعيون الذين يهددون امن الدولة ، النظام الاجتماعي القائم و طمأنينة اىمواطنين و شلامتهم ، هكذا أصبحت الدراسة العلمية للجماهير تمر من خلال علم القانون الجماهيري ، و كان سيكهبل اول من بلور هذه النظرية و خلع مفهوم تقنيا عن الجماهير ، و حسبه هي كل الحركات الإجتماعية ، و المجموعات السياسية من الفوضوية إلى الإشتراكية ، زد على ذلك العمال في حالة الاضراب ، علاوة على ذلك التجمعات الحاصلة في الشوارع ، فتبلورت بذلك ثلاث أجوبة : 1 : جماهير ضد المؤسسات القائمة :
أشخاص شادون عن المجتمع فصار الجمهور = رعاع / اوباش ، 2 : جماهير مجنونة بطبيعتها : ان تعلقت او احبت شيئا او شخصا تبعته و تابعته حتى الموت ، 3: جماهير مجرمة = بما أنها مؤلفة من رعاعو أوغاذ (الحاقدين) فذلك معناه : عنف – سب – شتم – عصيان – جنوح عن القانون ، لكن لوبون و هو يراكم تجربته التي دمج فيها كل النظريات البيولوجية / الانثربولوجية / السيكولوجية ، راح شيئا فشيىأ يبلور نظريته المعلقة بسيكولوجياالشعوب / نفسية الشعوب و الأعراق البشرية ، فاثناء دراسته لقضايا علم النفس ، اصطدم بظاهرة الجماهير (الحركات الشعبية و الارهاب ، فكان ذكيافي طريقة تناوله لهذا الموضوع من وجهة نظر لم تكن سائدة ، فبنى نظرية متكاملة و متماسكة بدأ بتشخيص أوضاع الديموقراطية البرلمانية التي تولدت عن الثورة الفرنسية لم يقل بأن الحل في الرجوع الى الماضي و لا الى الاشتراكية و انما اصلاح النظام البرلماني بشكل يناسب اوضاع الجمهور المستجدة ، ثم اكد ان قوى الحاكم و الحكم تؤدي الى استقرار النظام الاجتماعي و انعدام القوة تؤدي الى الفوضى و الى احتلال الاوضاع ، فمنهجيته التحليلة لم يجدها في التاريخ و الاقتصاد ، بل في “علم النفس ” فحسب و في هذا الصدد يقول “علم النفس يعلمنا ان هناك روحا للجماهير ” ، روح مكونة من الانفعالات البدائية و مكرسة بواسطة العقائد الايمانية القوية و البعيدة عن التفكير العقلاني و المنطقي فكرته الاساسية بسيطة جدا : كل الكوارث الماضوية التي بليت بها فرنسا و كل هزائمها تع الى هجوم الجماهير على مسرح التاريخ ، فضعف النظام البرلماني الديمقراطي اذن راجع الى الجهل بقوانين علم النفس و طرائق تسيير الجماهير ، و بين عشية و ضحاها اصبح لوبون الاستاذ الفكري لمرحلة كاملة باسرها و حافظ عليها حتى نهاية حياتخ “المديدة” و مادمنا نتناوله بالتحليل في هذه الاثناء فاكيد ان كتابه منح لصاحبه خلودا فكريا ، فكان بذلك بنثابة المانيفيست الذي دشن علم النفس الاجتماعي و الجماعي كما قال “موسكوفيتشي” ، بهذا نال غوستاف لوبون : شهرة واسعة و مكانة رفيعة ، فصار كتابه هذا المرجع الوحيد الذي قررته الجامعة في برامجها حول علم النفس الاجتماعي ، و من خلال ما سلف ، يتضح ان : معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الاساسي لرجل الدولة الذي لا يريد ان يحلم كليا من قبلها ، زد على ذلك ان نفسية الجماهير تبين مدى ضعف تأثير القوانين و المؤسسات على طبيعتها الغرائزية ، و بهذا فقد تطرق لوبون في فصله الاول من عمله سيكولوجية الجماهير ، لكلمة الجمهور ، فهي تعني في المعنى العادي تجمعا لمجموعة من الافراد ايا كانت هيوتهم القومية / مهنتهم ، لكن من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي ” جمهور ” يصبح له معنى اخر ، ففي ظروف معينة يمكن لتكتل ما من البشر ان يمتلك خصائص جديدة مختلفة تماما عت خصاىص كل فرد يشكله ، انذاك تنطمس الشخصية الواعية للفرد و تصبح عواطف / افكار الوحدات الصغرى المشكلة للجمهور في نفس الاتجاه ، فتتشكل روح جماعية مؤقتة . بدون شك لكنها تنفتح بخصائص متبلورة تماما عندئذ ستصبح هذه الجماعة : جمهورا حسب لوبون منظما / جمهورا نفسيا ، فتتشكل بذلك “كينونة واحدة ” و تصبح خاضعة “لقانون الوحدة العقلية للجماهير ” ، فأي تجمع عن طريق الصدفة لا تخلع عليهم خصائص الجمهور المنظم ، فألف فرد مجتمعون بالمصادفة على الساحة العمومية بدون هدف محدد لايشكلون إطلاقا جمهورا نفسيا ، لكن هذا لا يتطلب بالضرورة الحضور المتزامن للعديد من الأفراد في نقطة واحدة / شعب بأكمله قد يصبح جمهورا نفسيا بدون تجمع مرئي ، فما أن يتكون الجمهور النفسي حتى يكتسب خصائص عامة و مؤقتة و قابلة للفرز فتنضاف خصائص متغيرة خاصة بحسب العناصر التي يتألف منها و التي يمكن أن تعدل بنية العقلية ، و هذا يدل أن الجماهير قابلة للتصنيف، هذا الأخير سيبين لنا أن هناك خصائص مشتركة بين الجماهير
المتجانسة و الغير متجانسة و الأكيد أن هناك إلى جانب ما هو مشترك هناك ، خصوصيات تتيح لنا إقامة التمايز بينهاة، و لهذا فليس من السهل دراسة روح الجماهير ، ذلك لأن تركيبتها تختلف ليس فقط بحسب : العرق البشري / تشكيلة الجماعات ،
غوستاف لوبون – سيكولوجيا الجماهير ” الجزء الثاني “
بقلم الطالب أسامة البحري – شعبة علم الاجتماع – بني ملال
يرى لوبون في بداية الكتاب الثاني من عمله سيكولوجية الجماهير أن هناك عاملين أساسين يؤثران في الجماعة ، عامل بعيد : و يعني المؤثرات الخارجية ، كما نجد في علاقة الثورة الفرنسية بأعمال المفكرين و الفلاسفة ، ثم عوامل مباشرة : التي تعني تكدس كل المؤثرات الخارجية في قبضة واحدة ، مما يدفع بالجماهير الى إحداث عامل مباشر و هو الثورة (فصل الدين عن الساسية مثلا)، و من بين العوامل البعيدة ، نجد : التقاليد الموروثة ” العرق / الزمن / المؤسسات / التربية / التعليم ، فالعرق حسب لوبون هو عبارة عن سلسلة تاريخية تلتبس البيئة الحاضراتية (تقسيم العمل داخل المنازل مثلا : المطبخ و السرير للانثى – المنزل باكمله للذكر ، التقاليد الموروثة : يعرفها غوستاف لوبون ، بانها ” الافكار و الحاجيات و العواطف الخاصة بالماضي فهي تمثل خلاصة العرق و تضغط بكل ثقل علينا 1″ فما تفعله هذه الاجزاء الماضوية حسب لوبون ، هو تكوينها لكائن فوق عضوي يسيطرعلى المخيال الإجتماعي ، ففي هذا الصدد يقول ” نرى ان الشعب هو عبارة عن كائن عضوي مخلوق من قبل الماضي ” ، فهذه الاجزاء الماضوية حسبه، تكون شبكة من التقاليد ، تطبع كل الافراد بما تحمله داخلها من افكار و مفاهيم : كحشومة – عيب الخ .. و يرى لوبون أيضا أنه بدون هذه التقاليد لا يمكن ان توجد حضارة و بدون اصلاح هذه التقاليد بالمنطق يستحيل أن يكون هناك تقدم ، الزمن ، فالبعد التاريخي / المفتوح الأمد يفتح عوالم التلاشي و التطور حينما يحضر الوعي ، فالحضارة أمام الوعي تتغير بتغير محتويات الماضي ، فإنها تتطور لتفتح عوالم التلاشي و التطور مرة أخرى ، و محور هذا التطور هي العلاقة التجاذبية التي يحققها الوعي بين الرأي و المعتقد ، و بهذا يقول لوبون :” ان التوكيد لا يلبث بعد ان يكرر تكرارا كافيا أن يحدث رأيا ثم معتقدا 2 ” ،و بهذا يكون الرأي هو المحدد للسلوك الفردي و الإجتماعي ، عن طريق تكراره بكل مواضع الجسد الإجتماعي مما يجعله معتقدا doxa ، يحافظ على مشروعية بقائه عبر جل المؤسسات الإجتماعية و السياسية، و في هذا الصدد يعرفها لوبون بأنها ” بنت الافكار و العواطف و الأخلاق و الطبائع التاريخية المكونة للثقافة ” لأنه بفعل ترسخها في الذهن ، بها ينظر الفرد إلى الوجود ، و بفعلها يجيب الفرد عن كل مثير يثيرلجسد بالواقع الإجتماعي ، و في هذا الصدد يرى لوبون ان التعليم دخل في دوامة الادلجة عبر فكرة التلقين التي غزت المخيال التدريسي ، و ” هكذا نجد ان الشابة او الشاب ما ينفكون منذ السنة الاولى ابتدائية و حتى الدكتوراه او شهادة التبريز ، ييتلع مضمون الكتب بدون ان يشغل عقله أو رأيه الشخصي ، فالتعليم بالنسبة له يتمثل في الحفظ و الطباعة 5″ ، فما يفعله هذا النظام المؤدلج حسب غوستاف لوبون هو تكوين ” إنسان مصنوع 6″
1 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 1012 : المرجع ذاته – الصفحة ذاته3 :غوستاف لوبون – الآراء و المعتقدات – ص : 1994 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 1055 : المرجع ذاته – ص : 1086 : المرجع ذاته – ص : 111
ففي هذا الصدد يقول لوبون “الانسان المدجن و المتزوج و المستسلم يدور في حلقة مفرغة الى ما لا نهاية ، فهو منغلق داخل وظيفته الضيقة 1″ ، و من خلال هذه الاحاطة بعلاقة الذات مع محيطها ، سينتقل بنا لوبون الى العوامل المباشرة في الفصل الثاني من الكتاب الثاني ، و بهذا فقد تكلم لوبون في بداية هذا الفصل ، عن دور الكلمة في اخضاع العقول ، فالكلمة حسب لوبون تشكل صورة في الذهن ، و تتشكل في صورة بالمجتمع ، كالرسومات على المدارس (امرأة تضع الخمار ، رجل يلبس اللباس التقليدي …. )، فهذه الصور حسب لوبون تعزز وجود الصورة الذهنية التي تمخضت عن جملة او كلمة ترسخت في المخيال بالتكرار ، و عندما تشعر الجماهير بنفور عميق من الصور التي تثيرها بعض الكلمات و” ذلك على أثر الانقلابات السياسية و المتغيرات التي اصابت العقائد ، فإن الواجب الأول لرجل الدولة الحقيقي هو تغيير هذه الكلمات 2″ ، ” و لهذا فيكفي على القادة أن يعرفوا اختيار الكلمات لكي يجعلوا الجماهير تقبل ابشع انواع الأشياء 3″ ، علاوة على ذلك الاوهام : فمن بين العوامل التي تخذر الاذهان حسب لوبون هي الوهم ، فقد ظهر لاول مرة بالمعابد ، ثم استخدمت الأصنام للتلاعب بالعقول ، ثم انتقل الى الدين ثم الى الفلسفة ثم الى الجسد الاجتماعي باكمله
1 : غوستاف لوبون – سيكولوجية الجماهير – ص : 112
: المرجع ذاته – ص : 1193 : المرجع ذاته – الصفحة ذاتها
سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون ” الجزء الثالث” بقلم الطالبة رشيدة الرخوخي – شعبة علم الاجتماع – بني ملال
الفصل الأول: تصنيف الجماهير
هذا الكتاب يهم الخصائص الخصوصية التي تميز مختلف فئات الجماهير البشرية، ولكن قبل ذلك أقدم تصنيفا مختصرا لأنواع الجماهير البشرية، فيمكن تقسيمها إلى :
جماهير غير متجانسة وجماهير متجانسة :
— الجماهير الغير متجانسة تتألف من مجموعة من الأفراد بغض النظر عن مهنهم وثقافاتهم ….. وتنقسم بدورها إلى :

  • جماهير مغفلة : وتتمثل في جماهير الشارع وتتميز بغياب حس المسؤولية ، مثال : ثورات الربيع الديمقراطي ، الجماهير التي خرقت قانون الطوارئ الصحية بالمغرب.
  • جماهير الغير المغفلة : وهي المجالس البرلمانية ، وهيئات المحلفين.وتتميز بكونها أكثر تطورا ، ولها كذلك حس عالي بالمسؤولية .
    — فيما يخص الجماهير المتجانسة فتتألف من :
  • الطائفة : وهي المرحلة الأولى من مراحل تشكل الجماهير ، وتضم أفرادا مع اختلاف ثقافاتهم ومهنهم ، ومستوياتهم الاجتماعية، والذي يجمع بين أفرادها هو العقيدة أو الإيمان ، مثال : الطوائف الدينية ، الطوائف السياسية .
  • الزمرة : تشكل أعلى درجات التنظيم التي يمكن أن يصل إليها الجمهور ، وتحتوي على أفراد من أوساط متقاربة، ويمتهنون المهنة نفسها. مثال : الزمرة العسكرية ، الزمرة الكهنوتية .
  • الطبقة : تتشكل من أفراد ذوي أصول مختلفة وتجمع بينهم المصالح ، وبعض عادات الحياة ، والتربية المشتركة ، مثال : الطبقة البورجوازية ، الطبقة الزراعية.
    الفصل الثاني : الجماهير المدعوة بالمجرمة
    عندما تزول حالة الهيجان والانقياد الآلي التي تخضع لها الجماهير حينذاك يصعب وصفها بالمجرمة ، لكن هذه الصفة تلازمها وتلاحقها من طرف البحوث النفسية . فالجرائم التي ترتكبها الجماهير ناتجة عن تحريض ضخم ، يشعر معه المرتكب لهذه الجريمة أنه أدى واجبا وطنيا كبيرا ، وهذا ما لا يكون في حالة المجرم العادي.
    وكمثال موضح لما سبق : مقتل مدير سجن الباستيل بفرنسا ، السيد دولوني :
    في خطوة أولى استولت الجماهير على السجن وأخذوا يضربون المدير ، هناك من اقترح شنقه ، وآخرون يرون بسحله في الشارع، ووسط تخبطه بين أيديهم ضرب رجلا برجله دون قصد ، آنذاك اقترح أحدهم أن يكون قتل هذا المدير من نصيب ذلك الرجل ، ويروي أحد الشهود أن هذا الرجل كان طباخا متجولا ونصف متسكع ، وقد ذهب إلى الباستيل ليرى ماذا يحدث هناك ، ولما اتفق الجميع على قيامه بهذه المهمة ، ظن أنه بإنجازها سيؤدي عملا وطنيا ، قد يستحق أن يكافأ من أجله ، أعاروه سيفا ولكنه لم يكن مشحوذا بما يكفي لقطع رقبة المدير ، فأخرج سكينا من جيبه كان يستخدمه لتقطيع اللحم فأتم مهمته بنجاح.
    القوة الجماهيرية تؤثر بشكل كبير في عملية التحريض ، والاستحسان الجماعي للفعل يوحي إلى القاتل بأنه قام بعمل طبيعي ، بل عظيم ، ومثل هذا العمل هو إجرامي من الناحية القانونية ، لكن ليس من الناحية النفسية .
    الجماهير المدعوة بالمجرمة لها نفس الخصائص التي لدى جميع أنواع الجماهير ، كقابلية التحريض فمهما كان الفرد واعيا فإنه يقبل أن يحرض داخل جماعة الجمهور ، وكذلك السذاجة ، وسرعة التصديق ، فلا مجال لأن يتحرى الأفراد صدق الأخبار المنقولة بينهم من زيفها.
    الخصائص التي تحدثنا عنها نلمسها لدى هذا النوع من الجماهير، والتي تركت ذكريات بشعة ، وتعتبر الأكثر إجراما. جماعة سبتمبر، الذين شاركوا في مذابح شتنبر في فرنسا سنة 1792.
    الوقائع كما يحكيها الفيلسوف “تين” ، في هذه الأحداث لا أحد يعلم من أعطى الأوامر لارتكاب تلك المجازر، وقد ابتدأ الاقتراح التحريضي من تفريغ السجون عن طريق قتل المساجين وهذا الاقتراح الذي تلقاه الجمهور المكلف بعملية القتل والذي يتكون من ثلاثمائة شخص وهنا نشير إلى أنه نمط نموذجي على الجمهور الغير متجانس وكان يتألف من الحرفيين المختلفين ،والحدادين، والإسكافيين،والبنائين والموظفين،والوسطاء التجاريين ،وأصحاب الدكاكين،والحلاقين . فقد اقتنعوا أنهم يؤدون واجبا وطنيا كما سبق مع الطباخ آنفا،فهم لايعتبرون أنفسهم مجرمين بل هم القضاة والجلادين في آن واحد.
    في البداية سيتخلصون من النبلاء والكهنة والضباط باعتبار أن مهنهم تشكل جريمة في حد ذاتها ، ثم بعد ذلك يقتلون الآخرين.وفي خضم هذه المجازر يخيم على الجميع نوع من الفرح اللطيف ابتهاجا بمقتل الارستقراطيين ، فهم يغنون ويرقصون حول الجثث . وعندما انتبهوا إلى أن بعض النساء اللاتي يجلسن بعيدا نسبيا لا يرين المشهد جيدا ،أخذوا يمررون الضحايا بشكل بطئ بين صفين من الذباحين الذين يضربون بظهر السيف لكي يطيلوا مدة التعذيب قدر الإمكان.استمر ذلك لمدة نصف ساعة ،وبعد أن يرى الكل المشهد يجهزون عليهم بشق بطونهم.
    من صفات أولئك الجزارين أنهم صارمين، وأكثر دقة، وأمناء أيضا،فكل الذهب والجواهر التي يجدونها في جيوب الضحايا يقدمونها إلى اللجان.
    كما أن روح الجماهير تتميز أيضا بأشكال بدائية من المحاكمة العقلية. فبعد قتلهم لما يزيد عن اثني عشر ألفا من أعداء الأمة اقترح أحدهم أحدهم قتل العديد من الأفواه الجائعة والغير المفيدة والتي تتمثل في عدد كبير من المسجونين الشحاذين،والمتسكعين،وقد قبل اقتراحه . إضافة إلى العديد من أعداء الشعب الذين يقبعون في السجون أيضا،وقد قتلوا الجميع بما فيهم خمسين طفلا ماداموا سيصبحون أعداءا للشعب أيضا.
    وبعد أسبوع من العمل انتهت هذه المهمات كلها وذهب الجزارون إلى الاستراحة ، فهم مقتنعون أنهم قدموا خدمة كبيرة للوطن ويستحقون التنويه والمكافأة.
    الفصل الثالث : محلفوا محكمة الجنايات
    تعتبر فئة محلفوا محكمة الجنايات الفئة الأهم من بين فئات المحلفين ،وتعتبر أيضا نموذجا للجمهور الغير متجانس وغير المغفل،وتتميز بخصائص أساسية كالقابلية للتحريض،وهيمنة العواطف اللاواعية،وضعف القدرة على المحاكمة العقلية،وتأثير القادة والمحركين.
    هيئة المحلفين كجمهور لا يستطيعون اتخاذ القرارات باستخدام العقل ، فالذكاء لا يلعب أي دور ، وكمثال على ذلك أن مجمع العلماء والفنانين لا يصدر حول القوانين العامة أحكاما مختلفة جدا الأحكام التي تصدرها جمعيات البنائين والأميين . والإحصائيات تبين أن القرارات المتخذة من طرف هيئة المحلفين المؤلفة من الأساتذة والموظفين والأدباء …..، متماثلة مع القرارات المتخذة من طرف هيئة المحلفين المكونة من التجار الصغار ، وأرباب العمل الصغار …..
    وفي ما يلي ما قاله السيد بيرار دي غلاجو بهذا الصدد وهو رئيس سابق لمحكمة الجنايات:”في الواقع أن اختيار الهيئة المحلفة اليوم هو في أيدي أعضاء مجلس البلدية . وهم ينتقون الشخص أو يحذفونه بحسب هواهم وطبقا للمصالح السياسية والانتخابية الخاصة بوضعهم. وأغلبية المنتخبين مؤلفة من تجار أقل أهمية من أولئك الذين يختارون في الماضي ، من موظفي بعض الإدارات ….. وكل الآراء تمتزج بكل المهن في الدور الذي يقوم به القاضي، فالكثيرون يتمتعون بالحماسة التي يتمتع بها المعتنق الجديد للدين. والرجال ذوو النية الطيبة يتلاقون في الحالات الأكثر تواضعا ، ولكن روح لجنة التحكيم لم تتغير بقيت هي هي “.
    ويبدو أن المحامون والقضاة لا يفهمون جيدا نفسية الجماهير وكدليل على ذلك القصة التي يرويها السيد دي غلاجو ومفادها أن السيد لاشو- وهو من أشهر المحامين – كان يستخدم كثيرا حق الطعن اتجاه كل الأشخاص الأذكياء الذين يمارسون دورهم كأعضاء اللجنة، ولكن مع توالي التجارب استنتج المحامي أنه لا جدوى من هذا الطعن ومن هنا كانت ملاحظة السيد دي غلاجو التي مؤداها أن الأحكام الصادرة لم تتغير.
    المحلفين أيضا يتأثرون جدا بالعواطف كسائر أنواع الجماهير ويتسامحون في الجرائم المدعوة بالغرامية والعاطفية ،فهم يشعرون أن مثل هذه الجرائم ليست خطيرة بالنسبة للمجتمع ، غير أنهم لا يبدون أي شفقة أو رحمة اتجاه الجرائم التي تنال منهم أو التي تشكل خطرا على المجتمع.
    ككل أنواع الجماهير هيئة المحلفين لا يصدرون الأحكام بشكل عقلاني ، وبالتالي فالمحامي الناجح هوالذي ينجح في التأثير على عواطف المحلفين .
    محامي انجليزي كان يعرف بمرافعاته الناجحة ، كان يراقب هيئة المحلفين ، فيقرأ على تقاسيم وجوههم تأثير كل عبارة يقولها ، وبالتالي يميز بين الأعضاء المؤيدين له والمعارضين،وفي مرحلة ثانية يحاول فهم سبب معارضتهم للمتهم الذي يدافع عنه.
    كل هدا يدل على تميز المحامين بفن الخطابة ، هذا الفن الذي يرتكز على الإبقاء جانبا بالخطابات الجاهزة ، وتعديل الكلمات والعبارات في كل لحظة تماشيا مع ردود أفعال المخاطبين .
    ويكفي أن يقتنع القادة المحركين الذين يتحكمون في الرأي العام ، وهذا يغني عن محاولة إقناع كل أعضاء هيئة المحلفين.
    رغم أنها تمثل الحماية الوحيدة ، إلا أن بعض الكتاب قد حاربوا هيئة المحلفين ، بحجة أن هذه الهيئة يجب أن تتألف من الطبقات المستنيرة ،لكننا قد برهنا سابقا أن الأحكام الصادرة من الهيئة متماثلة رغم اختلاف نوعية أعضائها.
    وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هيئة المحلفين هي القادرة على التخفيف من قساوة القانون الذي لا يعترف بالظروف أو الحالات الإستثنائية ، فالقاضي لا يعترف إلا بالنصوص القانونية ، ولا يفرق بين مجرم قاتل وبين قاتل دفعته الظروف القاسية لفعل ذلك.ناهيك عن الأخطاء التي يرتكبها القضاة والذين لا تمارس عليهم أية رقابة.
    الفصل الرابع : الجماهير الانتخابية
    الجماهير الانتخابية هي الجماهير المدعوة لانتخاب المسؤولين ، وتشكل جماهير غير متجانسة .وتتميز بضعف القابلية للتفكير العقلاني ، انعدام الروح النقدية ، سرعة الغضب ، السذاجة وسرعة التصديق…..
    هذه الجماهير يمكن إغراؤها بمجموعة من الأساليب، كالهيبة الشخصية التي يمتلكها المرشح للانتخابات ، فبها يفرض نفسه دون الحاجة إلى مناقشة شيئ آخر أكثر أهمية ، فالناخبون من الفلاحين والعمال نادرا ما يختارون شخصا من بينهم ليمثلهم في مجلس النواب ، لأن الشخصيات النابعة من أوساطهم ليست لها أي هيبة شخصية.
    من الوسائل أيضا المغرية ، التملق لرغبات الناخب وغمره بأكبر الوعود. وكذلك سحق المرشح المنافس بتكريس الاتهامات عن طريق تكرارها وتأكيدها ، بغض النظر عن صحتها أوزيفها.وإذا كان هذا المرشح المنافس لا يعرف نفسية الجماهير فإنه سيرد بالمحاجات العقلية والتبرير وإلا فعليه أن يرد باتهامات مضادة أيضا.
    هناك وسيلة أخرى للإغراء وهي برنامج المرشح سواءا المكتوب أو الشفهي ، فعلى المرشح أن يعد الناخبين بإصلاحات ضخمة دون الخوف من عدم تحققها لأن الناخبين سرعان ما ينسون هذه الأمور رغم أن نتائج الانتخابات قد حسمت علة هذا الأساس.
    الكلمات والشعارات أيضا لها تأثير على نفوس الجماهير ، فهناك خطابات رغم أنها استهلكت من كثرة الاستخدام إلا أنها تولد دائما نفس الآثار الإيجابية لدى المتلقين ، مثال : المستغلين الحقيرين ، الرأسمال الكريه ، العامل الرائع ، التوزيع الاشتراكي للثروات……
    فيما يخص التأثير الذي قد تحدثه المحاجات العقلانية على نفسية الناخبين ، فينبغي قراءة محضر جلسة عن الإجتماعات الانتخابية ، ففيها يتبادلون الآراء القاطعة ، الشتائم ،واللطمات في بعض الأحيان ، من دون أن يتبادلوا المحاجات العقلانية.
    وهذه المناقشات ليست حكرا على الطبقات الاجتماعية المتدنية وإنما نجد الأسلوب نفسه والكلمات نفسها في التجمعات المؤلفة من الأدباء والمثقفين.
    وفي صفوف الطلاب أيضا ، جاء في أحد المحاضر أن الصخب يزداد كلما زادت السهرة في التقدم ، وقد لا يستطيع خطيب أن يقول كلمتين متتاليتين دون أن يقاطعه أحد، ثم راحت المناقشات العنيفة تندلع ، بعد ذلك ارتفعت أصوات العصي ضاربة الأرض في شكل من التهديد.
    في ظل هذه الأجواء يمكننا أن نتساءل عن الطريقة التي يتشكل بها رأي الناخب.وهنا نقيس درجة الحرية التي يتمتع بها الجمهور أو الجماعة. فالواقع أن للجماهير آراء مفروضة وليست ناتجة أبدا عن أي جهد ذهني أو محاكمة عقلية. وهذه الآراء تظل بين يدي اللجان الانتخابية التي يقودها المحركون ، والذين هم في الغالب فئة من تجار الخمور ، ولهم تأثير كبير على العمال لأنهم يقرضونهم بعض المال.
    لا يمكن جهل مساوئ التصويت العام ، فالحضارات قد صنعت أقلية في أعلى الهرم ، وكلما نزلنا نحو القاعدة تتسع الطبقات وتنقص القيمة العقلية ، وبالتالي لايمكن أن نسمح للقاعدة أو العناصر الدنيا من الأمة أن تصوت في الانتخابات لأنها لا تمثل سوى كثرة عددية.
    هذه الأمور النظرية تفقد قوتها عمليا، فعندما تتحول الأفكار إلى عقائد إيمانية فإن قوتها تكون جبارة لا تقهر.فعقيدة السيادة الجماهيرية لا يمكن الدفاع عنها من الناحية الفلسفية وهي تنطبق على الأفكار الدينية التي كانت سائدة في القرون الوسطى، وبالتالي فمن المستحيل مهاجمتها اليوم كما كان مستحيلا مهاجمة الأفكار الدينية في الماضي.
    هل يمكننا أن نفترض أن التصويت ينبغي أن يحصر في النخبة وبالتالي يحسن صوت الجماهير ، لا يمكن ذلك لسبب بسيط وهو أن في الجمهور يتساوى البشر كلهم ، وعليه فإن نتائج التصويت لن تكون أفضل مما هي عليه الآن.
    وسواءا كان التصويت محصورا بفئة ضيقة أو عاما يشمل الجميع ، وسواءا طبق في بلد ملكي أو جمهوري فإن تصويت الجمهور سيظل هو هو، ويعبر غالبا عن آمال العرق وحاجياته اللاواعية . وهنا نجد أنفسنا أمام حقيقة وهي أن المؤسسات والحكومات تلعب دورا ضعيفا جدا في حياة الشعوب، فهذه الشعوب بشكل خاض تتحكم فيها روح عرقها.
    الفصل الخامس : المجالس النيابية
    المجالس النيابية تشكل جماهير غير متجانسة وغير مغفلة ، وهي تتشابه بصفاتها وخصائصها على الرغم من اختلاف طرق انتخابها على مر العصور.
    هذا النظام البرلماني هو مثال حقيقي للفكرة التي تقول بأن اتخاذ قرار حكيم ومستقل بخصوص موضوع ما، يكون في تجمع العدد الكبير من الناس أكثر قدرة من التجمع الذي يحتوي على عدد أصغر.
    من خصائص المجالس النيابية ، التبسيطية في الأفكار ، النزق وسرعة الغضب ، القابلية للتحريض.. . والحاجة للقادة المحركين شيء لا جدال فيه لأننا نجدهم في كل بلدان العالم تحت اسم رؤساء المجموعات النيابية ، إنهم الملوك الحقيقيون للمجالس النيابية ، والناس المنخرطون في الجمهور لا يمكنهم الاستغناء عن زعيم أو سيد ، وبالتالي فالتصويت الجاري في مجلس نيابي ما لا يعبر عموما إلا على رأي قلة قليلة.
    إن القادة المحركين ، يتحركون قليلا جدا بواسطة العقل ، والمحاكمة العقلية ، وكثيرا جدا بواسطة هيبتهم الشخصية ، وإذا ما عرتهم منها حالة ظرفية ما فإنهم يفقدون كل تأثير ونفوذ.وتجدر الإشارة إلى أن هذه الهيبة التي يتمتع بها القادة المحركون فردية ولا علاقة لها لا بالشهرة ولا بالاسم.
    المجالس النيابية هي الرقعة الجغرافية التي لا مجال فيها للعبقرية، فأهم شيء هو الفصاحة اللغوية والخدمات المقدمة للأحزاب السياسية لا للوطن، أما الجمهور فهو يتابع حركة القائد المحرك دون أن يتدخل فيها.
    ولكي يحسن المحركون استعمال وسائل الإقناع لابد أن يفهموا أعماق نفسية الجماهير لكي يستطيعوا استعمال الكلمات المناسبة والشعارات والصور والإيحاءات،وكذلك الفصاحة اللغوية والكلمات القاطعة.
    ومن مصلحة المحركين أن يبالغوا في الأمور ويضخموها إلى أبعد حد ، ففي خطاب أحد المحركين في المجالس النيابية استطاع أن يؤكد بدون أن يثير كثير احتجاج بأن أصحاب المصارف والكهنة يستأجرون قاذفي القنابل للعمل لصالحهم ، وبأن مديري الشركات المالية الكبرى يستحقون نفس العقوبات كما الفوضويين.
    ومثل هذه الأساليب تؤثر دائما على الجماهير، فمهما يكن التأكيد مبالغا فيه لا يكون غاضبا بما فيه الكفاية ، ولا الخطابة مهددة بما فيه الكفاية أيضا ، وينبغي دائما تقديم المزيد منهما ، ولم يعد هناك أي شيء يخيف السامعين ، فهم إذا ما احتجوا خافوا من اتهامهم بالخيانة أو التواطؤ.
    عودة إلى الفصاحة اللغوية ، فقد هيمنت على المجالس النيابية وتزداد حدتها في الفترات الحرجة . وإذا ما كان القائد ذكيا ومثقفا فإن ذلك يضره أكثر مما ينفعه ، لأن المثقف يحتاج إلى كثير من التفسير والشرح للأمور المعقدة ، وذلك ما يجعله متسامحا وبالتالي ضعيفا ، وإذا ما تأملنا فسنجد أن المؤثرين والقادة المحركين عبر العصور وخاصة الذين برزوا في الثورة الفرنسية فسننتهي إلى أنهم كانوا محدودي العقل جدا ، ومع ذلك فقد مارسوا تأثيرا كبيرا.
    والجماهير تعرف أولئك القادة بالغريزة ،وترى فيهم السيد المطاع ،والرجل ذا التصميم العنيد الذي يلزمها.وفي المجالس النيابية أيضا نجاح الخطاب يعتمد على الهيبة الشخصية وليس على الحجج والمقترحات.
    إن المجالس النيابية في حال هيجانها فأنها تتحول إلى جماهير غير متجانسة ، بحيث في لحظة من اللحظات قد تنجز إنجازات مبهرة وفي أحيان أخرى قد ترتكب أبشع الأخطاء. وتصبح جماهيرا بهذا المعنى في بعض الأوقات فقط لأن أفرادها يحافظون على فردانيتهم في أحيان كثيرة جدا ، والقوانين التي تصوت عليها الجماعة في المجلس النيابي إنما هي صنع لفرد واحد ،وهذه القوانين تعتبر الأفضل.
    وعلى الرغم من صعوبة تسييرها فإن المجالس النيابية هي أفضل طريقة وجدتها الشعوب حتى الآن ، من أجل حكم ذاتها ، وخصوصا من أجل التخلص من الاستبداد .
    ويهدد هذه المجالس خطران رئيسيان:
    الأول هو التبذير الإجباري للميزانية ، أي عندما يقترح أي عندما يقترح أحد النواب بسن تعويضات للعمال أو الزيادة في أجورهم ، فإن باقي النواب يصادقون على المقترح لكي يرضوا الجماهير الانتخابية ، ولو كان هذا القرار يضر بميزانية الدولة .
    أما الخطر الثاني فهو تقييد الحريات الفردية ، وهو لا يظهر جليا ، ولأن المجالس النيابية لها روحا تبسيطية فهي لا ترى انعكاسات القرارات التي تقيد الحرية ، بالتالي فهي تصادق عليها .
    سن القوانين باستمرار قد يعقد أعمال الحياة وبالتالي تقييد دائرة حركة المواطنين ، والشعوب إذ تزن بأن عدد القوانين المسنونة تزيد من الحرية والمساواة ، فهي تقع في وهم كبير ، وهذا ما يجعلها تقبل بإكراهات قسرية جديدة في كل يوم ، وبالتالي يعتادون على تحمل كل العبوديات بعدها يصيرون كالآلات بدون إرادة أو قدرة ، وهذا العجز سيؤدي إلى ازدياد دور الحكومات ، وتصبح الدولة مسؤولة عن كل شيء.
    نختم بدراسة نشأة ، عظمة ، وانحطاط الحضارات:
    في البداية تتكون من مجموعة من الرجال المنتمين إلى أصول متفرقة ، وليس بينهم أي رابط مشترك ، ويجمعهم قانون الزعيم المعترف به ، وفي هذا الخليط نجد الصفات النفسية للجماهيرفي أعلى درجاتها، ومع مرور الزمن وبفعل البيئة المشتركة والتقاطع بين الحاجيات المشتركة أيضا ، تبدأ هذه الوحدات الغير متجانسة في الانصهار لكي تشكل عرقا واحدا في نهاية المطاف، وهكذا يصبح الجمهور شعبا.
    المرحلة الثانية في قضية الانصهار تقتضي خروج الشعب من مرحلة البربرة ، بفعل حدوث مخاض داخل الشعب لتحديد المثل الأعلى الذي يهتدى ويقتدى به ،ومن ثمة يمكن أن تولد حضارة بشكل مؤسساتي.
    وبعد أن تصل الحضارة إلى مستوى معين من القوة فإنها تتوقف عن النمو ، وحينذاك يتسلل إليها الانحطاط السريع فتدق ساعة شيخوختها. ومن صفات هذه الساعة أن يصاب المثل الأعلى بالوهن والضعف وبالتالي تتأثر المؤسسات،فيفقد العرق أسباب قوته وتماسكه أكثر فأكثر، فتزداد مظاهر الفر دانية ،والأنانية، باعتماد كل شخص على ذكائه،وبالتالي تضعف القابلية للانخراط والاندماج ، فيعيش الأفراد من دون رابط يجمعهم إلا وحدة شكلية تنادي بمن يحكمها.
    وفي مرحلة أخيرة يفقد العرق روحه ، ويعود ليصبح ذرات متناثرة كما كانت في البداية ، أي جمهورا ، وهنا يمثل كل خصائص الجمهور العابرة واللامتماسكة والتي سرعان ما تتلاشى.

أن تكون معلما..رائعة_تربـويـة.

👌تستطيع أن تربي مئاتٍ من الأبناء كلهم يدعون لك و تجده في ميزان حسناتك،،

👌يكفي المعلمين شرفاً أنهم يقومون بوظيفة الأنبياء و الرسل فينشرون العلم و يحذرون من الشر و يحيون القلوب.

👌لو احتسب المعلم كل ما يبذله من جهد و وقتٍ في التعليم – حتى إبتسامته لطلابه و تصحيحه لواجباتهم – لشعر بلذة العطاء،،

👌مازلنا نتذكر معلمينا الفضلاء و نخصهم بدعوة إذا مرت ذكراهم ، و غداً سيذكرك جيلٌ تتلمذ على يديك و سيدعو لك إن أحسنت،،

👌لا نختلف على أن مهنة التعليم من المهن الشاقة التي تحتاج الصبر و الحلم و الرفق، و هي بلا شك من أرفع المهن و أعظمها أجراً،،

👌أخلص عملك لتنال به جزيل الثواب، لا تنتظر ثناء مشرفٍ أو تقدير مديرٍ أو تبجيل طالب.فأنت لا تبتغي إلا رضا الله وحده،،

👌كلما أتقنت عملك كلما كنت إلى الإحسان أقرب، ، جدد اسلوبك، استخدم الوسائل التعليمية الهادفة مااستطعت،،

👌قد لا ترى أثر توجيهاتك اليوم على طلابك، لكن بذرة الخير التي أودعتها قلوبهم موجودة، غداً تنمو و تزهر،،

👌تخيل دائماً أن الطالب الذي بين يديك هو ابنك، كيف تتمنى أن يعامله معلمه؟ و كيف تودّ أن يقابل أخطاءه؟

👌زمن بالفتن يموج، و انفتاح و تقنية و ضعف مربين ، كن أنت المنقذ بأمر الله لأبناء المسلمين و ارم لهم طوق النجاة.

👌معلم يجلس أمامه عشرات الطلاب يومياً لسنوات، و يتخرجون من عنده لم يقل لهم نصيحة خارج مقرره، معلم مفلس محروم!

👌قد تعجز عن إصلاح أبنائك، فاجتهد في إصلاح أبناء المسلمين لعل الله يقيّض لأبنائك من يصلحهم.

👌كم طالب يعيش في بيئة تقود للإنحراف، هيّأ الله له معلماً نبيلاً يرشده إلى ما ينفعه فكان له منقذاً و هادياً و أباً .

😍✨أيها المعلم الفطن:

🔴أنفع الناس لك من مكّنك من نفسه لتزرع فيه خيراً.والله قد ينفعك من طلابك من لا تتوقعه.

🔴أعلم أن العطاء في ظل أعباء التعليم ليس سهلاً، لكن المؤمن يؤجر على صبره على المشقة في نشر الخير. وهذا الدرب يستحق التضحيات،،،

🔴حصص الاحتياط عبء ثقيل على معلم بلا هدف، و هي ميدان خصب لمعلم يحمل الهمّ و يربّي و يحتسب،، فأيهما أنت؟

🔴لا يكفي لتكون مدارسنا ناجحة، و معلمونا فضلاء أن يتخرج منها أبناؤنا بورقة فيها أرقام تؤهلهم للإنتقال إلى المرحلة التالية.

😍✨معلمونا الأجلاء:

🔴من لشباب تحيط بهم الفتن و تعصف بهم العولمة و قد أهملت الأسرة و ضعف دور المجتمع في احتوائهم؟!

🔴التعليم الحقيقي الذي يغذي الإيمان و يحمي من الإنحراف و يهذّب السلوك هو استثمار مربح مع الله، و التجارة مع الله مضمونة ولن تبور!

🔴اربط مقررك بواقع الحياة ، جدد في الواجبات المنزلية ، استخدم الوسائل التعليمية المبسطة الهادفة ليس بالضرورة التكلف،،

🔴اعدوا هذا الجيل ليثبت في الفتن، بل ليحمل مشاعل الخير و النور لأجيال قد لا أدركها أنا و أنتم .

🔴غداً سيعود كل معلم إلى بيته بعد التقاعد، و سيقف مع نفسه وقفة محاسبة هي الأعمق و الأصدق في حياته، ماذا قدمت لأبناء المسلمين؟

🔴احفظ أعراض طلابك فهم ليسوا فاكهة للمعلمين في غرفهم و أثناء احتساء قهوتهم!

🔴عندما نوصيك بالحلم و الرفق و الصبر على طلابك فنحن لا نلغي جانب الحزم الأبوي في ضبط الطلاب،، لكنه حزم نابع من منطلق حبك لهم .

🔴استثمر عمرك و علمك في بناء عدة هذه الأمة و فخرها ، ليكن الطالب الذي بين يديك هو مشروعك لهذه الأمة.

🔴قد تغيب أهدافك مع زحمة الأعباء و روتين الدوام ، فذكر نفسك بها بين حين و آخر ، لتشحن نفسك بالمزيد من الدافعية.

👌عملك أسمى من أن يقدّر بمال ، أو أن تكافؤه خطابات تقدير ، عملك احتسبه عند العليم الخبير،، وغداً تحمد العاقبة.

👌من يبذل و يتعب سينسى غداً تعبه و يرى الأثر ، و من آثر الراحة لن يجد خلفه أثراً و لن يسمع له ذكراً.

👌لا ندري أي أعمالنا تقبل ، و أيها يدخلنا الجنة، فلا تحتقر جهداً مع طلابك فربما به تكون نجاتك .

🔴سنرحل و طلابنا أيضاً راحلون ، فاجتهد أن تحفر جميل الأثر في نفوسهم ،،

🔴قد ينسى طلابك تفاصيل منهجك ، و قد يطوي النسيان بعض،، لكنهم لن ينسوا مواقفك .

👈🔴فكن القدوة في زمن ندرة القدوات ،،

👌من يمنعك من استمرار أجورك حتى بعد موتك بتعليمك لطلابك ما ينفعهم في دينهم ؟! قد يهدونك الثواب و أنت رفات في قبرك!

👌كل معلم هو مربٍ داعٍ إلى الله مهما كان تخصصه فالدعوة إلى الخير ليست حكراً على معلمي الدراسات الإسلامية وحدهم.

👈🔴بل كل وظيفة دعوة خير وقس هذا على ذاك،،،
دمتم شمعة تضيء دروب الظلام بالخير والحب والإيمان.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه.

بين الدين والفلسفةعند الفيلسوف هيغل :

ينطلق تفكير هيغل من تقليب طبيعة العلاقة بين الدين والفلسفة، بغية تجاوز المنظور الأنواري للدين، واللغط الكبير الذي حيق حول جدوى حضوره في تجربة الحياة البشرية، وكذلك سعيه نحو تنبيه كل من استمرأ النظر إليه بازدراء، كأدنى أشكال التفكير الإنساني الذي ينم عن عجز طافح في إعمال العقل، والتأمل المجرد في الذات والحياة والوجود، لا سيما أن معظم الفلاسفة الأنواريين، عدوه مجرد تفكير جنيني وطفولي، يفتقر إلى النضج العقلاني النظري والمنطقي. ذلك الموقف المعهود في النزعة الإنسية والمادية للحداثة الغربية، يشي بنزعة متمركزة حول الذات الأوروبية التي ترفع من مقام الحصيلة التاريخية والفكرية للحداثة، مزينة إياها برداء السمو والرفعة والمثلنة، وملبسة غيرها من التجارب الحضارية والثقافية لباس التخلف والدونية والجمود. ما أحال الحضور الديني لدى الإنسان، إلى مسألة عابرة ومؤقتة. ولعل هذا الأمر من القضايا التي تنبه إليها هيغل مبكرا، وجعله ينزع نحو التأصيل لرؤية فلسفية جذرية جديدة، تتجاوز منطق التضاد والصراع والتناقض بغية احتواء الفهم السليم للدين ضمن منطق جدلي وشمولي، ونسق فلسفي عام.
فلا مجال متاحًا في نسق هيغل الفلسفي لفهم بسيط للدين، ولا لصراع بين الفلسفة والأديان أو عداء بينهما: فالخطاب الفلسفي لا يتدخل في المسائل الدينية لإفسادها، أو هدم اعتقاداتها الإطلاقية وتدنيسها. مثلما لا يجوز التوجس المستديم من الخطاب الديني لحظة انكبابه على القضايا الفلسفية بتعطيلها أو تحريم تداولها.
ولتصحيح تلك العلاقة التاريخية العرضية بين الدين والفلسفة، التي أريد لها أن تُشحذ بنوازع الصراع، يقترح هيغل التركيز على حقيقة الموضوع المشترك بين الدين والفلسفة، المتمثل، أساسا، في الحقيقة الخالدة، أو ما يُصطلح لديه بالروح المطلق. فالفلسفة لا تعدو كونها حكمة عن العالم، أو معارف تكتفي بحدود المادة والحياة المباشرة للإنسان والموجودات عموما، بقدر ما هي خطاب معرفي منشغل أيما انشغال، بسؤال المطلق وكل ما ينهض ببيان طبيعته، على الرغم من الاختلاف الذي قد نلحظه في كيفيات تناول المطلق، وخصوصية معانيه لكل منهما.
أما الدين، فلهيغل تصور مائز عنه في تاريخ الفلسفة عموما، بكونه الروح الذي أدرك وعيه بجوهره، وارتقى من ربقة المتناهي إلى شواسع اللامتناهي. ما ينم عن انشغال عميق لدى الإنسان بالسعي الدؤوب وراء المطلق، حتى وإن نتج عنه تعدد في الديانات وتباعد في نظرتها للروح المطلقة. فكيف يمكن تفسير هذا التعدد في الأديان؟
جوابا على هذا الإشكال الديني – التاريخي، ارتأى هيغل البحث في قضية السمو وعلاقتها بالدين وأشكاله وأنواعه. فإذا كان هذا الأخير يمثل وعي الروح بماهيتها، فإن ما يشكل أساسه هو هذا الارتقاء والسمو التلقائي للإنسان نحو الله، ما يعمق الاختلاف الوجودي بينه وبين الحيوان، ويجدر تميزه عنه عبر الفكر. يقول هيغل: «نحن المختلفون عن الطبيعة المادية الخارجية، نستشعر هذا السمو الديني في عالمنا الداخلي، وخارج محدوديتنا ندرك أننا نحتل وضعا خاصا يفصلنا عن الأشياء، ويدعونا إلى تشكيل مضمون للإله. إلا أن طبيعة هذا السمو وحقيقته، مستقلة تماما عن كل ما يستقيه الإنسان من ممارساته الدينية الأمبريقية المباشرة. فالإدراك المباشر، أو الوعي الداخلي بالله في تاريخ الفكر الإنساني، هو ما يشكل، حسب هيغل، الأساس الكوني للأديان. كما لو أن الأمر يتعلق بحركة الفكر، أي بعقلنة ضمنية تسمو بالفرد نحو المطلق بالحس أو بالشعور أو بالخيال.
وبحكم طبيعة الدين هذه، وجب نقل علاقة الدين بالفلسفة من مجال الصراع حول الأحقية في الوجود، إلى ميدان الاتفاق والتعاضد، والمراهنة على وحدة الموضوع والمقاصد والغايات المشتركة بينهما. فالحق كحق واحد في ذاته ولأجل ذاته، ما يدعو إلى الإقرار بأننا أمام الموضوع نفسه والمضمون نفسه، وإن حصل الاختلاف في الآليات المنهجية وطرق التعبير والتفسير وكيفيات حضورهما معا في حياة الإنسان.
فالاختلاف المنهجي الملحوظ بين المقاربة الفلسفية والنظرة الدينية للموضوع، لا يكون حاجزا أمام الدين لاعتماد المفاهيم الفلسفية لصياغة تصوراته ورؤاه وعقائده. وبالمقابل، فإن المضمون الديني يصيب الفلسفة بالحركة والاهتزاز، «يتعذر على الفلسفة أن تشكل تصورا محددا عن فكرة الإله، وأن تحبل بشهادة حقة عن المطلق، أو أن تتمكن من تحليل مكونات الإيمان، من دون أن تتلقى أثرا ودعما وتكوينا من الدين، ففي حقول الدين يمكن للإنسان أن يقطف ثمار الفلسفة».

الفلسفة والدين

♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤

يؤكد هيغل في فلسفته الدينية على ضرورة تقديم المفهوم الميتافيزيقي، القادر على عرض الأشكال الدينية، كما تجسدت في تطور الروح في التاريخ الفعلي للوعي الديني‭.‬ فالله عنده هو بداية كل شيء، وهو غاية كل شيء، وفي الدين يتنزل الإنسان في هذه العلاقة مع المركز الذي تتلاقى فيه كل علاقاته الأخرى، ما يؤدي إلى سمو الوعي الذي تتجلى غايته في ذاته‭.‬
إن وظيفة الفلسفة عنده تتجاوز الوعظ، لأن المطلوب منها أن تثبت قدرتها على تأكيد ضرورة الدين في ذاته ولذاته، وأن تبين أن الروح ينبغي أن يتقدم، منتقلا من أشكال التصور والإرادة والإحساس إلى مستوى المطلق‭.‬ وهكذا يكون الدين في علاقته المباشرة بوعي الإنسان، ما زال يحمل بذرة الانفصال، ذلك أن الدين والوعي الدنيوي الحر يتم فهم أحدهما منفصلا عن الآخر‭.‬
ويحدد موضوع الفلسفة والدين بالحقيقة السرمدية في موضوعيتها ذاتها، لأن الفلسفة ليست حكمة العالم، بل هي معرفة ما ليس بدنيوي، كما أنها ليست معرفة الكتلة الوجود الخارجي والحياة، وإنما هي معرفة ما هو سرمدي ومعرفة طبيعة الربوبية، وما يصدر عنها لأن هذه الطبيعة يجب أن تتجلى وتتخلق‭.‬ وهكذا فإن الفلسفة لا تشرح ذاتها إلا عندما تشرح الدين‭.‬ إنها الانشغال بالحقيقة الأزلية‭.‬ وعلى هذا الأساس تكون الفلسفة والدين عند هيغل متطابقين‭.‬
الفكرة المثال
تتمثل علاقة الفلسفة بالمطلق على اعتباره فكرة مثالية ومنطقية، وتكون وظيفتها إظهار فاعليته وحضوره في منتجاته‭.‬ إن الطبيعة والروح المتناهي وعالم الوعي والعقل والإرادة ما هي إلا تجسدات الفكرة المثال للربوبية ورغم ذلك تبقى تشكلات محددة وصورا جزئية من الفكرة المثال، حيث لم تنفذ فيها الفكرة المثال إلى ذاتها تنفيذا تاما، لكي تصبح الروح المطلق‭.‬
وعندما يطرح هيغل سؤاله حول فهم الدين بالعقل يجيب بأن البحث في هذه المسألة أمر حتمي، لأن الفلسفة والاهتمام الشعبي بالتفكير قد شغلا العصر بصورة مميزة، إضافة إلى كونهما يتعلقان بالمبادئ التي تستند إليهما آراء العصر حول معرفة مضمون الدين‭.‬ وفي هذا السياق يرى هيغل أن ما لدى المجتمعات الحالية ليس الدين عامة، بل هو الدين الوضعي الذي يجب التسليم بأنه الدين الموحى من الله، أي الذي يستند إلى سلطة أسمى من السلطة الإنسانية، ما يجعل منه فوق قدرات العقل الإنساني‭.‬ لذلك فهو يجد أن أولى العقبات التي تواجه هذه العلاقة، تتمثل في تقوية استعدادات العقل وقدرته على معالجة هذه الحقيقة، التي ينتجها دين ينبغي أن يكون خارج نطاق العقل البشري‭

سيرا على منوال نسقه الفلسفي المتناسق البنيان، شيد هيغل تصوره للدين، وهو تصور قائم على الطابع العام لصيرورة الروح عبر التاريخ. ففينومينولوجيا الروح، تحكي قصة تاريخ كوني لوعي يتقدم نحو الحرية والمطلق، أي مسيرة الروح الفردية والجماعية عبر أربع مراحل: تنبلج من الوعي البسيط الحسي المادي بالأشياء، لترتقي نحو الوعي الخالص بالذات. ثم تأتي مرحلة التعقل والقدرة على الاستدلال نظريا وعمليا. وفي المرحلة الرابعة، يبلغ العقل مرتبة الروح المطلقة المميزة لكل من الدين والفلسفة، وهي مرحلة تاريخية تدمج كل المعارف السابقة عليها.
وقد أفضى تفكير هيغل في المسألة، إلى رصد تجليات الروح المطلق في كل من الفن والدين والفلسفة.

  • التجليات الفنية للروح: فالتعبير الفني التمثلي للدين، هو بمثابة تعبير متناه عن اللامتناهي، يعتمد التمثيل الحسي للآلهة، كمرحلة من أهم مراحل الوعي الديني، ولحظة من لحظات مسيرة تطور الروح.
  • التجليات الدينية للروح: تكمن في طريقة مجازية تمثيلية ورمزية، تطرُق حقيقة الروح باعتماد لغة استعارية ملؤها التشبيه والكناية، تحيل الدين إلى مرحلة متطورة في إدراك المطلق.
  • التجليات الفلسفية للروح: تتمثل مهمتها في دراسة الفكرة المطلقة، عبر آليات تجريدية منطقية ومفاهيمية تؤسس للفكر الخالص.
    بناء على هذه الرؤية الفلسفية والتاريخية، سيحتل الدين مرحلة وسطى بين الحس والفكر الخالص. وبقدر ما سيحتفظ ببعد حسي يحيله على الفن، بقدر ما سيتعلق ببعد روحي مطلق، يصله بصلب الانشغالات الفلسفية. ففي الدين، يتمكن الفرد من العبور عبر وجوده الطبيعي، نحو وعي خالص يمكن الذات من تحقيق وعيها بماهيتها وبالماهية الإلهية. وفي هذا العبور تتبلور فعليا، تربية البشرية عبر آليات وأشكال متعددة، ملؤها الشعور والحدس والتمثل، ثم المعرفة الخالصة المجردة التي تختص بها الفلسفة. لذا، فإن لكل شعب ولكل ديانة، حسب هيغل، كيفية خاصة في تمثل ماهية العالم، ما يبرر ضرورة الدين من حيث هو دين، ويستبعد بعض التأويلات والمغالطات التي تزعم أن الكهنة قد اخترعوا الأديان للنصب على الشعوب.
    إن الفهم الهيغلي لحقيقة الدين ولعلاقته بالفلسفة، يجد مصداقيته في قاعدة الاتفاق حول الموضوع نفسه. أما اختلافهما، فيتصل بمسألة المنهج المتبع في إدراك تلك الروح المطلقة: فإذا كان المنهج الديني يمر عبر الخشوع والعبادة ومختلف أنماط التمثل والأساطير والقصص، حيث يكون إدراكه للموضوع خارجيا، ليتصل به، لاحقا، عبر الخشوع والعبادة، فإن المنهج الفلسفي يقوم على الوعي الجوهري الروحي الداخلي، ما يمكنه من إدراك الموضوع في لحظة واحدة، ويعزز العلاقة التضمنية بين الذات والموضوع.
    ولعل أشكال التعارض والصراع بين الفلسفة والدين في تاريخ الإنسان، يرجع، حسب هيغل، إلى خصوصية المنهج المعتمد في إدراك الموضوع، على الرغم من وحدته على مستوى الماهية. فلا شك أن المعرفة الإيمانية القلبية تقوم على الحدس، وتتنكر للتجربة والإحساس والعقل، في مقابل المعرفة الفلسفية التي تنهل من المبادئ العقلية التحليلية. إلا أن حقيقة الصراع بين الدين والفلسفة، يجد تفسيره، أحيانا، في تبعية الفكر للدين، كما يتبين في تبعية الفلسفة اليونانية للديانة الجمالية، وفي تبعية الفلسفة الغربية للديانة المسيحية.
    نستنتج من رؤية هيغل الفلسفية للدين، تجذر العلاقة الجدلية بين الفلسفة والدين، ووحدتهما المتمثلة في حركة التاريخ الإنساني كتجل للروح، ما خلا بعض الأعطاب التي قد تصيب بالشلل، جدل العلاقة بينهما، مثل تقاعس الدين وانحساره، أو نمو سلطان الفكر وانتصاره على حساب الجوانب الروحية الدينية، ما أفضى إلى دعم قوى الاستبداد والإرهاب، واغتراب الذات الإنسانية عن نفسها، وسيادة الخواء الروحي، وغير ذلك من تجليات تغليب كفة الفكر على كفة الدين وإهداره.

علم الإجتماع القروي. نشأة علم الاجتماع الريفي وتطوره :


إن نشأة علم الاجتماع الريفي social rural أو مايطلق عليه علم قوانين تطور المجتمع
ً ترجع إلى العصر الحديث . إلا أن فكرة المجتمع الريفي
الريفي ، هي نشأة حديثة جدا
قعقشم سخؤهفغ هي فكرة قديمة قدم المجتمع الريفي ذاته . وقد ظلت مجموعة
المعارف والحقائق العلمية التي تم جمعها عن المجتمع الريفي لفترة طويلة من الزمن
تدخل ضمن نطاق المعارف والحقائق اتي تشملها عوامل اجتماعية أخرى وذلك لتنوع
ثقافات واهتمامات ومجالات نشاط المهتمين بالدراسات الريفية من جغرافيين
واقتصاديين وسياسيين وعلماء اجتماع وغيهم ، ونظرة كل منهم إلى المسائل الريفية من
زاوية اهتمامه الخاصة .
ففي الماضي قام المفكرون الاجتماعيون بمحاولات عديدة لفهم عمليات الحياة في
المجتمع الريفي ، وتقديم الحلول للمشكلات التي ظهرت في مجتمعاتهم . كما ظهرت في
العهود السابقة المسوح الشاملة التي تعبر عن وجهات نظر لبعض المفكرين البارزين الذين
ينتمون لأقطار مختلفة ، توضح الحياة الريفية وتغيرها طبقا لتغير المجتمع الريفي
وتطوره عبر مراحل مختلفة .
وفي منتصف القرن التاسع عشر تقدمت الملاحظات المنظمة observation systematic
عن أصل المجتمع الريفي والتحولات التي طرأت عليه . كما أدى تأثير الحضارة الصناعية
الرأسمالية ، وبخاصة على الاقتصاد الريفي والبناء الاجتماعي – في الأجزاء المختلفة من
العالم – إلى جذب انتباه الدارسين والباحثين لدراسة اتجاهات التطور الاجتماعي الريفي .
فأصبح البحث في موضوع أصل وطبيعة المجتمعات المحلية القروية يخضع للتحولات
التي طرأت على تلك المجتمعات .
ومن ثم يعتبر كل من ألوفشن Olufsen ومورير maurer وماين وهكسوسن
Hexthauausen وجيرك Gierk والتون Elton وسيتمان Stemann واينو Innes وآخرون
غيرهم من أهم الدراسين البارزين الذين ألقوا الضوء على المجتمع الريفي من وجهات نظر
مختلفة . كما ظهرت فيما بعد في العديد من الأقطار اهتمام الأساتذة والدارسين بظواهر
الحياة من جوانبها المختلفة .
ومع ذلك فإن علم الاجتماع الريفي كنظام واع محدد ومتطور ، ترجع أصوله إلى فترات
حديثة . ولأسباب تاريخية نشأ هذا العلم في الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ ينتشر
منها ببطء إلى أماكن أخرى . فأثناء مايطلق عليه في المجتمع الريفي (بفترة الاستغلال)
1920 – 1890 Period Exploiter ، وهي الفترة التي شهد فيها المجتمع الأمريكي فسادا
كبيرا ، ومن ثم توجه الاهتمام إلى دراسة المجتمع المحلي الريفي ، فأخذ التراث الهام
يصف ويحلل ارتفاع المشاكل ونمو الأزمة بصورة كبيرة ، ومع ذلك لم يستطع هذا التراث
اكتشاف وتحديد ، بل وصياغة القوانين الأساسية التي تحكم تطور المجتمع الريفي ،
ولكنه مازال غير قادر على خلق هذا العلم بصورة مكتملة .
لذلك فإن بداية علم الاجتماع الريفي ترجع إلى تدفق هذه المنشورات والتي يمكن
تمييزها في ثلاثة منشورات أساسية هي :1-يمثل تقرير الرئيس الأمريكي ثيودور
روزفيلت Roodevelt عن الحياة الريفية عام 1907 أول عمل ذا قيمة في هذا الموضوع ،
حيث ذهب الرئيس الأمريكي إلى القول بأن نمو وازدهار الثروة والمدنية لا يقلل من شأن
المجتمع الريفي الذي له أهمية كبيرة في المجتمع . ومن ثم قام بتكوين فريق أو لجنة
لبحث ودراسة المجتمع الريفي . وأكدت لجنة البحث أن المشكلة الأساسية تتمثل في
الحفاظ على المجتمع الريفي على ماهو عليه الآن ، بمعنى وقف التدهور المستمر في
المجتمع الريفي ، ثم محاولة تطويره من أجل بناء مجتمع ريفي أفضل ، عن طريقزيادة
إنتاجية الأرض الزراعية وتطور الحياة الريفية لإقامة مجتمع ريفي واعي
لقد قامت لجنة بحث الحياة الريفية Commission life Country The برئاسة دين بايلي
Baliey Dean – العالم المهتم بدراسة المشاكل الريفية – بنشر 000,500 استفتاء للفلاحين
وقادة الحياة الريفية ، علاوة على الاجتماعات ، تسلم منها حوالي 000,100 جواب ، وعلى
أساس هذا البحث نشرت اللجنة تقريرا حاولت فيه تحليل وتشخيص الخلل والتشوه الذي
أصاب المجتمع الريفي . وتوصلت اللجنة إلى أن هناك خمسة أشياء ضارة بالمجتمع
الريفي هي :
1 -عدم وجود معاهد علمية متخصصة وكافية
2 -عدم وجود وسائل نقل كافية
3 -ليست هناك وسائل اتصال كافية
4 -نقص في رؤوس الأموال
5 -ليست هناك منظمات خاصة لسكان الريف أو الفلاحين .
وفي الواقع يعد هذا التقرير مايمكن أن نطلق عليه دستور علم الاجتماع الريفي .
2 -الدرجات العلمية ، حيث اعتمدت عدد من درجات الدكتوراه على دراسة المجتمع
المحلي الريفي ، وتضمنت تراث هام يتناول مشكلات الحياة الريفية ، علاوة على أبحاث
سوء التكيف في الحياة الريفية التي قام بها أفراد الطائفة الريفية Church Rural.
3 -الدراسات المدرسية studies School التي تمثل التيار الثالث من هذه المنشورات .
حيث تعد كل من جيمس وليامز Williams.M.J عن “المدينة الأمريكية” American An
Town ودراسة وران ويلسون Sime.L Newell عن “Village Hoosier A “من أهم الدراسات
عن المجتمع المحلي الريفي الأمريكي.
فتوقف إسهامات ايطاليا “باريتو” تحت الحكم الفاشي ، وتوقف إسهامات ألمانيا “ماكس
فيبر” تحت الحكم النازي .
إلا أننا حينما نقول علم الاجتماع الريفي ، بالمعنى الأمريكي ، لم يعرف في أوروبا إلا
متاخرا فإن ذلك لا يعني أن لم تكن هناك معرفة منظمة بالحياة الريفية ، أو إن مثل هذه
المعرفة كانت مفتقدة تماما . فقد ظهرت تلك المعرفة العلمية بالحياة الريفية ولكن تحت
نطاق فروع أخرى مثل الجغرافيا البشرية (في فرنسا) التي اهتمت بدراسة الحياة الريفية
، وكذلك السياسة الزراعية (في ألمانيا) وأجريت عدة دراسات في هولنده عن المناطق
الريفية للحصول على درجة الدكتوراه . كما كانت هناك تقارير وصفية عن الحياة الريفية
نشرت هنا وهناك وهي تعد الآن بمثاببة وثائق في غاية الأهمية عن التاريخ الريفي .
لكن هذه الظروف قد تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية حيث حدث اتصال وثيق بين
العلماء الأوروبيين والأمريكيين ، وأغرقت المؤلفات الاجتماعية الأوروبية العلمية بما في
ذلك منشورات علم الاجتماع الريفي ، وأحاط الأوروبيون علما بهذا الوضع الجديد لعلم
الاجتماع وترتب على هذا الاتصال أن بدأ العلماء الأوروبيون يعيدون النظر في الوضع
الأكاديمي لعلم الاجتماع . وقد ساعد هذا التكامل بين التصور الأوروبي لعلم الاجتماع
والتصور الأمريكي له على نمو “علم الاجتماع الريفي” مضاف إلى ذلك ظهور مشكلات
جديدة في النطاق الاجتماعي . وتغيرت نظرة الحاكم والمحليين والمخططين وواضعي
السياسة إلى علم الاجتماع مما ترتب عليه الوعي بأهمية المعرفة المنظمة في حل هذه
المشكلات ومعالجتها . إلا أن التيار الأوروبي يختلف في بعض جوانبه عنه في الولايات
المتحدة فهو أي الأوروبي مازال يهتم بثقافة المجتمعات الريفية وقيمها اهتماما كبيرا
حيث تعالج موضوعات مثل الانشار .
ولم تتوقف المجتمعات الأوروبية على “تيار علم الاجتماع الريفي” بالمفهوم الأمريكي ،
بل بدأت تظهر دراسات ريفية أخرى قام بإجرائها متخصصون في علم الاجتماع العام
والانثربولوجيا الاجتماعية في أوروبا من ناحية ، وأن هناك مدارس علمية نمت في بعض
الجامعات الأوروبية وقادة حركة الدراسة العلمية للمجتمع القروي في مختلف أنحاء
العالم وبخاصة في الدول النامية من ناحية أخرى.

ملخص كتاب الفيلسوف شوبنهاور : فن أن تكون دائماً على صواب

آرثر شوبنهاور نبذة عن الكتاب :

فن أن تكون دائماً على صواب أو الجدل المرائي عبارة عن كتاب للفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور يشرح فيه نماذج الحجج والمغالطات التي يتم استخدامها عندما تتنازع الأطراف المتحاجة وضعاً معيناً؛ فقد يسعى كل طرف أو أحدهما إلى النيل من خصمه باعتماد مختلف الوسائل المتعلقة بالأقوال والأحداث. وتتفرع سبل التغليط إلى تلك التي تبنى على اللغة باستخدام حيل لغوية من قبيل إخفاء القصد واستغلاق العبارة واستعمال مقدمات كاذبة وطي بعضها، وغير ذلك من السبل الكفيلة، بجعل من يخاطب يمرر خطابه ويجعل من حجته مقبولة ظاهرياً. وقد ترجمه إلى اللغة العربية الأستاذ رضوان العصبة، وراجعه الدكتور حسان الباهي. “وسيكون من الأفضل إعطاء كل حيلة اسماً مختصراً وملائماً, بفضله يكون بالمستطاع فوراً رفض استعمال هذه الحيلة أو تلك عند الاقتضاء” كتاب فلسفي عميق بحاجة الى حب الفلسفة وفهم المنطق والتعمق في اساليب الجدل … كتاب يتعمق في اساليب الجدل ويشرح المغالطات التي يقع فيها اي انسان دخل في حوار حول اي مسألة سواء مادية او وجودية … ممتع حين يكون هناك كتاب يساعدك على ان تكون دائما على صواب ويساعدك على المناقشة على اسس بناءة بعيدا عن السفسطائية وفرض الرأي … فالاقناع خير حليف للانسان … إقتباسات من الكتاب : “الخدعة الأخيرة هي أن تصبح شخصية ، مهينة وقح بمجرد إدراك أن خصمك له اليد العليا. عندما تصبح شخصًا شخصيًا ، تترك الموضوع تمامًا ، وتدير هجومك على الشخص من خلال ملاحظات ذات طابع مهين وحاقد. هذه خدعة شائعة للغاية ، لأن كل شخص قادر على تنفيذها حيز التنفيذ. ” الجدلية هي فن المبارزة الفكرية. وفقط عندما نعتبر ذلك يمكننا أن نصنعه إلى فرع من المعرفة. ” “القاعدة الآمنة الوحيدة ، بالتالي ، هي تلك التي ذكرها أرسطو في الفصل الأخير من توبيكا: ألا يتعارض مع الشخص الأول الذي تقابله ، ولكن فقط مع من تعرفك ممن تعرف أنهم يمتلكون قدرًا كافٍ من الذكاء والذات. عدم احترام العبث ؛ للطعن في العقل وليس للسلطة ، والاستماع إلى العقل والاستسلام له ؛ وأخيراً ، لكي نعتز بالحقيقة ، وأن نكون مستعدين لقبول السبب حتى من الخصم ، ولكي نكون قادرين على تحمل ما يثبت أنه كان مخطئًا ، ينبغي أن تقع الحقيقة معه. من هذا يستنتج أن شخصًا واحدًا من كل مائة بالكاد يستحق خلافك معه. يمكنك أن تدع الباقي يقول ما يحلو لهم ، لأن كل واحد في حرية أن يكون أحمقًا – desipere est jus gentium. ” “القاعدة الوحيدة الوحيدة هي القاعدة التي أعطاها أرسطو بالفعل: لا تتعارض مع أي شخص وكل شخص ، ولكن فقط مع الأشخاص الذين تعرفهم والذين يتمتعون بالذكاء الكافي لتجنب قول أشياء غبية مثل تعريضهم للإهانة ، والذين يقدرون الحقيقة ، والذين يستمعون بكل سرور إلى أسباب وجيهة ، حتى عندما يدعيهم الخصم ، والذين يتمتعون بالتوازن الكافي لتحمل الهزيمة عندما تكون الحقيقة في الجانب الآخر. “
آرثر شوبنهاور – ور شوبنهاور (بالألمانية: Arthur Schopenhauer)(22 فبراير 1788 – 21 سبتمبر 1860 م) فيلسوف ألماني، معروف بفلسفته التشاؤمية، فما يراه بالحياة ما هو إلا شر مطلق ، فقد بجل العدم وقد عرف بكتاب العالم إرادة وفكرة، أو العالم إرادة وتمثل في بعض الترجمات الأخرى، والذي سطر فيه فلسفته المثالية التي يربط فيها العلاقة بين الإرادة والعقل فيرى أن العقل أداة بيد الإرادة وتابع لها.❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ فن أن تكون دائماً على صواب ❝ ❞ فن أن تكون دائما على صواب ❝ الناشرين : ❞ منشورات ضفاف ❝ ❱
من كتب التنميه البشريه – مكتبة كتب التنمية البشرية.

كتاب فلسفي عميق بحاجة الى حب الفلسفة وفهم المنطق والتعمق في اساليب الجدل … كتاب يتعمق في اساليب الجدل ويشرح المغالطات التي يقع فيها اي انسان دخل في حوار حول اي مسألة سواء مادية او وجودية … ممتع حين يكون هناك كتاب يساعدك على ان تكون دائما على صواب ويساعدك على المناقشة على اسس بناءة بعيدا عن السفسطائية وفرض الرأي … فالاقناع خير حليف للانسان …

ليوم اود عرض مقتطفات من كتاب فن ان تكون دائماً على صواب ، الكتاب يحتوي على تعريف لأساليب الجدل وطُرقه ، ولكن اهم ما في الكتاب هي الحيل ، حيل ستساعدك للفوز في اي نقاش ، يحتوي الكتاب على 38 حيلة سأعرض بعضها

1- استخدام مقدمات كاذبة

مثال : لنفرض ان شخص أراد ان يُقنعك ان معدلات البطالة في السعودية هي الاعلى في العالم ، وانت تريد ان تقنعه ان كلامه خاطئ فتقول : “حسب دراسة من جامعة هارفارد عام 2016 تقول بأن معدلات البطالة في أمريكا – مثلاً – هي الاعلى في العالم حيث تبلغ 38.7% ” ، – تلاحظ ان الدراسة باكملها مجرد تأليف –
المضاد : تخبره بأن الدراسة مجرد هراء من عقله

2- لست افهم شيئاً مما تقوله

اذا لم نعرف ما نعارض به حجج الخصم نستخدم الاستهزاء الرفيع ، الاعتراف بالعجز مثل ” ما تقوله هنا يتجاوز ملكات فهمي الضعيفة ، ربما هو صحيح تماماً ولكني عاجز عن الفهم ، انني اتنازل عن كل حكم – مع ابتسامة ساخرة – ” بهذه الطريقة تلمح امام المستمعين بان حججه مجرد حماقات لا تقبل التفسير .

3- الحجة المعاكسة

تقنيه لامعه ، نعتمد الحجة التي استخدمها الخصم لتحقق اغراضه ونستخدمها ضده بشكل أفضل مثل ” انه طفل ، لابد من التسامح معه “
الحجه المعاكسه ” لانه حقاً طفل ، تجب معاقبته لئلا يعتاد على عادته السيئة “

4- الحجة على الشخص > تقنية الخاسرين ؛)

اذا تبين لنا ان الخصم متفوق نترك موضوع الحجة ونبدا بمهاجمته والطعن به واستخدام الفاظ جارحة ومؤذية مثل ” يجب معاقبة كل من يخالف قوانين الجامعة “
الحجة عليه ” يجب ان تعاقب انت ايضاً ، انسيت عندما كنا في المرحلة الثانوية وكنت تغش في كل اختبار ، او عندما كنت لا تصلي معنا في الحي ، انت مخادع و فاسق ولعوب وآخر من يتحدث عن الانضباط الخ…” ومع انها حجة الخاسرين الى ان ارسطو نفسه كان يستخدمها احياناً. المضاد : تجنب كل ما يقوله وركز على حجتك وكررها ولا تلتفت الى ما يقوله.
-اغلب الحيل موجودة في الكتاب هي لغرض الفوز في النقاش وليس الوصول للحقيقة

معلومات عن كتاب فن أن تكون دائماً على صواب:

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

عرض مقتطفات من كتاب فن ان تكون دائماً على صواب ، الكتاب يحتوي على تعريف لأساليب الجدل وطُرقه ، ولكن اهم ما في الكتاب هي الحيل ، حيل ستساعدك للفوز في اي نقاش ، يحتوي الكتاب على 38 حيلة سأعرض بعضها

1- استخدام مقدمات كاذبة

مثال : لنفرض ان شخص أراد ان يُقنعك ان معدلات البطالة في السعودية هي الاعلى في العالم ، وانت تريد ان تقنعه ان كلامه خاطئ فتقول : “حسب دراسة من جامعة هارفارد عام 2016 تقول بأن معدلات البطالة في أمريكا – مثلاً – هي الاعلى في العالم حيث تبلغ 38.7% ” ، – تلاحظ ان الدراسة باكملها مجرد تأليف –
المضاد : تخبره بأن الدراسة مجرد هراء من عقله

2- لست افهم شيئاً مما تقوله

اذا لم نعرف ما نعارض به حجج الخصم نستخدم الاستهزاء الرفيع ، الاعتراف بالعجز مثل ” ما تقوله هنا يتجاوز ملكات فهمي الضعيفة ، ربما هو صحيح تماماً ولكني عاجز عن الفهم ، انني اتنازل عن كل حكم – مع ابتسامة ساخرة – ” بهذه الطريقة تلمح امام المستمعين بان حججه مجرد حماقات لا تقبل التفسير

.
3- الحجة المعاكسة

تقنيه لامعه ، نعتمد الحجة التي استخدمها الخصم لتحقق اغراضه ونستخدمها ضده بشكل أفضل مثل ” انه طفل ، لابد من التسامح معه “
الحجه المعاكسه ” لانه حقاً طفل ، تجب معاقبته لئلا يعتاد على عادته السيئة “

4- الحجة على الشخص > تقنية الخاسرين ؛)

اذا تبين لنا ان الخصم متفوق نترك موضوع الحجة ونبدا بمهاجمته والطعن به واستخدام الفاظ جارحة ومؤذية مثل ” يجب معاقبة كل من يخالف قوانين الجامعة “
الحجة عليه ” يجب ان تعاقب انت ايضاً ، انسيت عندما كنا في المرحلة الثانوية وكنت تغش في كل اختبار ، او عندما كنت لا تصلي معنا في الحي ، انت مخادع و فاسق ولعوب وآخر من يتحدث عن الانضباط الخ…” ومع انها حجة الخاسرين الى ان ارسطو نفسه كان يستخدمها احياناً. المضاد : تجنب كل ما يقوله وركز على حجتك وكررها ولا تلتفت الى ما يقوله.
-اغلب الحيل موجودة في الكتاب هي لغرض الفوز في النقاش وليس الوصول للحقيقة

إقتباسات من الكتاب :

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

“الخدعة الأخيرة هي أن تصبح شخصية ، مهينة وقح بمجرد إدراك أن خصمك له اليد العليا. عندما تصبح شخصًا شخصيًا ، تترك الموضوع تمامًا ، وتدير هجومك على الشخص من خلال ملاحظات ذات طابع مهين وحاقد. هذه خدعة شائعة للغاية ، لأن كل شخص قادر على تنفيذها حيز التنفيذ. “

الجدلية هي فن المبارزة الفكرية. وفقط عندما نعتبر ذلك يمكننا أن نصنعه إلى فرع من المعرفة. “

“القاعدة الآمنة الوحيدة ،

بالتالي ، هي تلك التي ذكرها أرسطو في الفصل الأخير من توبيكا: ألا يتعارض مع الشخص الأول الذي تقابله ، ولكن فقط مع من تعرفك ممن تعرف أنهم يمتلكون قدرًا كافٍ من الذكاء والذات. عدم احترام العبث ؛ للطعن في العقل وليس للسلطة ، والاستماع إلى العقل والاستسلام له ؛ وأخيراً ، لكي نعتز بالحقيقة ، وأن نكون مستعدين لقبول السبب حتى من الخصم ، ولكي نكون قادرين على تحمل ما يثبت أنه كان مخطئًا ، ينبغي أن تقع الحقيقة معه. من هذا يستنتج أن شخصًا واحدًا من كل مائة بالكاد يستحق خلافك معه. يمكنك أن تدع الباقي يقول ما يحلو لهم ، لأن كل واحد في حرية أن يكون أحمقًا – desipere est jus gentium. “

“القاعدة الوحيدة الوحيدة هي القاعدة التي أعطاها أرسطو بالفعل:

لا تتعارض مع أي شخص وكل شخص ، ولكن فقط مع الأشخاص الذين تعرفهم والذين يتمتعون بالذكاء الكافي لتجنب قول أشياء غبية مثل تعريضهم للإهانة ، والذين يقدرون الحقيقة ، والذين يستمعون بكل سرور إلى أسباب وجيهة ، حتى عندما يدعيهم الخصم ، والذين يتمتعون بالتوازن الكافي لتحمل الهزيمة عندما تكون الحقيقة في الجانب الآخر. “

للكاتب/المؤلف : آرثر شوبنهاور .
دار النشر : منشورات ضفاف .
سنة النشر : 2014م / 1435هـ .

اهتمامات هذا الكتاب هو موضوع (الحجاج والمغالطات)، فكتاب

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

“فن أن تكون دائماًعلى صواب” يقوم آرثور شبنهاور بإستخدام بعض

نماذج من الحيل التي يتم اللجوء

اليها عند وجود نزاعات وجدلا. فقد يسعى كل طرف أو أحدهما الى النيل من الخصم

بإستخدام مختلف الوسائل المتعلقة بالأقوال والأحوال. وتتفرع بعض السبل الخاصة

بالتغليط كاستخدام حيل لغوية من قبيل إخفاء القصد واستغلاق العبارة واستعمال

مقدمات كاذبة وطي بعضها، وغير ذلك من السبل ، مما يجعل من يخاطب

يمرر خطابه ويجعل من حجته مقبولة ظاهرياً.

ولكن تذكر ان شوبنهاور كان ملحد فكان يستخدم تلك الاساليب الملتوية ولكن نحن

نسرد ونلخص الكتاب تحسباً فقد يقع اى منا اما من يستخدم هذه الطرق والاساليب

فنكون على دراية بذلك .

كتاب “فن أن تكون دائماً على صواب” إلى اللسان العربي، يجد تبريره الأول في

ضرورة العودة الى الاهتمام بدرس الحجاج بما هو فعالية تداولية جدلية

أمرها أن تجمع بين الفهم والإفهام، والإقناع في نصرة الحقيقة وإحقاقها.

وثاني تبرير كون شوبنهاور اشتهر كفيلسوف، كما يشهد على ذلك كتابه “

العالم كإرادة وتمثل”، أما شوبنهاور المنطقي المنظر للخطاب، ينهض دليلاً على

ذلك كتابة العمدة “فن أن تكون على صواب أو الجدل المرائي”.

وقد حان الوقت لإعادة الاعتبار لهذا الكتاب وذلك من خلال ترجمته. وهي المهمة

التي نهض بها الباحث رضوان العصبة مترجم هذا الكتاب. فيبين لنا أهمية المغالطات

ولزوم العناية بها ليس من باب إحياء القديم فقط، بل باعتبارها ضرورة مردها

التحولات التي يشهدها العالم المعاصر على مستوى سبل التواصل وآليات الاتصال،

والتي استرجعت فيها طرق التضليل والتغليط مركز الصدارة في التعامل بين الناس.

وبالتالي، فإن اهتمام العديد من الدراسات المعاصرة بمجال المغالطات يبرر أهمية

العودة الى أعلامها ممثلاً ها هنا بشوبنهاور.

“فن أن تكون دائماً على صواب” إلى اللسان العربي، يجد تبريره الأول في ضرورة

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

العودة الى الاهتمام بدرس الحجاج بما هو فعالية تداولية جدلية أمرها أن تجمع بين

لفهم والإفهام، والإقناع في نصرة الحقيقة وإحقاقها. وثاني تبرير كون شوبنهاور

شتهر كفيلسوف، كما يشهد على ذلك كتابه “العالم كإرادة وتمثل”، أما شوبنهاور

المنطقي المنظر للخطاب، ينهض دليلاً على ذلك كتابة العمدة “فن أن تكون على

فيبين لنا أهمية المغالطات ولزوم العناية بها ليس من باب إحياء القديم فقط، بل

باعتبارها ضرورة مردها التحولات التي يشهدها العالم المعاصر على مستوى سبل

التواصل وآليات الاتصال، والتي استرجعت فيها طرق التضليل والتغليط

مركز الصدارة في التعامل بين الناس. وبالتالي، فإن اهتمام العديد من الدراسات

المعاصرة بمجال المغالطات يبرر أهمية العودة الى أعلامها ممثلاً ها هنا بشوبنهاور.

الحيل المذكورة بالكتاب

◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇

الحيلة 1:

جعل إثبات الخصم فضفاضا و نجعل تأويله عاما و يحتمل أكثر

من معنى في حين نضيق من إثباتنا و نحصره في أضيق معنا ممكن.

الحيلة 2:

نستعمل الجناس من أجل تعويم الإثبات من معناه المراد إلى معنى غير مهم

أو لا علاقة له بموضوع النقاش لدحضه في النهاية.

الحيلة 3:

تعميم حجج نقيضة بمعنى أن نتعامل مع الحجة المقدمة لنا بشكل نسبي على

أنها مطلقة أو نفهمها داخل سياق مختلف.

الحيلة 4:

إخفاء القصد و البدء بمقدمات نحرص أن يقتنع بها الخصم أو مقدمات هذه

المقدمات متى شعرنا أنه سيناقضها أي باختصار لا تستعرض عضلاتك ..

الحيلة5:

استخدام حجج كاذبة كمقدمات ان لاحظنا أن الخصم لم يصدق مقدماتنا

الصادقة مثلا استخدام حجج مذهب معين لا نعترف به و الخصم يتبناه.

الحيلة6:

المصادرة على ما ليس مبرهنا عليه مثال و أتمنى أن أحسن قوله حين

يسألك أحد هل توقفت عن شرب الخمر فهو يصادر فكرة أنك تشرب الخمر أولا.

الحيلة 7:

الحصول على التأييد بواسطة الاستجواب فتنازلات الخصم بالرد نستخدمها

لإثبات صدقنا الأمر يشبه الاستجواب السقراطي.

الحيلة8:

إغضاب الخصم ليسقط في الغلط و يفقد قدرته على الحكم و هذا نحن بارعون

فيه لحد الإبهار.

الحيلة9:

أن نسأل الخصم أسئلة بترتيب مخالف للوصول الى النتيجة المرغوب فيها فلا

يستطيع أن يتنبأ بقصدنا أولا تقترب هذه الحيلة من الحيلة الرابعة

الحيلة 10:

الاستفادة من نقيض الدعوى حين يحاول الخصم تجنب السؤال الذي يكون

جوابه بالإيجاب لدعم دعوانا نورطه بالسؤال عن الدعوى المضادة

الأفق الإنساني في الفلسفة السياسية عند أبي نصر الفارابي بقلم: عبد الله إدالكوس

لقد كان للإنسان حضور بارز في الفلسفة العربية والإسلامية، تجسد هذا الحضور منذ النصوص الفلسفية الأولى، إذ نلمس في “رسالة في دفع الأحزان” العمل الأساسي للكندي (185- 256هـ) أول فلاسفة الإسلام، بعدًا إنسانيًا بارزًا، فقد كان يهدف من خلال هذه الرسالة إلى بيان السبل العملية التي تساعد الإنسان على تجاوز كربه وأحزانه، وهي تهدف في جانب آخر إلى تحقيق انسجام الإنسان مع الوجود و”رفع معنوياته” وتقريبه من السعادة، ولا تراعي الرسالة إلا حياة الإنسان الدنيوية، فلا تلجأ إلى دفع الأحزان بالتلويح بالجزاء الحسن في الآخرة، كما نلمح فيها مزيجًا من القلق على الإنسان والثقة به في آن معًا، والتعويل عليه هو نفسه في تجاوز أحزانه، وهذه بعض سمات النزعة الإنسانية.[1]

ويظهر هذا البعد بشكل أعمق عند أبي نصر الفارابي (260-339هـ)، إذ يرتفع من مستوى الحكمة العملية إلى الحكمة النظرية؛ أي إلى مستوى الرؤية الفلسفية للكون، والتي ستشكل الأساس النظري لما أبدعه أبو نصر في مجالات المعرفة المختلفة، فـ “لا يكفي القول بأن أعمال أبي نصر الفارابي تحتوي فكرًا ينطلق من النزعة الإنسانية، بل يمكن القول بأنه هو المؤسس الحقيقي للنزعة الإنسانية من الوجهة الفلسفية في الفكر العربي، وذلك لأنه أراد أن يحيط، قدر الإمكان، بتجلياتها المختلفة، وأن يضع لها الرؤية النظرية والأساس المنهجي اللازمين لها، ولقد ظهرت لديه في محاور مختلفة كاللغة والميتافيزيقا والسياسة والفن.”[2]

ويظهر هذا المنزع الإنساني في شخصية الفارابي كما في فكره وفلسفته، فقد عرف الفارابي بين أقرانه من علماء وفلاسفة عصره بأنه كان قويّ التفكير، يتقن عديدًا من اللغات، وكان متوقد الذهن، حاد الذكاء، رياضيًا شاعرًا بعيد الغور، كريم النفس، يحب الخلوة والانفراد، يؤلف ويصنف ويعزف أطيب الألحان، وأرق الأنغام، عشق الموسيقى فبرع فيها، واخترع القانون وعزف عليه، فاستولى على سامعيه وسلب ألبابهم، وحيّر عقولهم. وكانت للفارابي معرفة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكلية منها، ولكنه لم يباشر الطب عملاً. [3] كما أن ابن خلدون اعتبره من كبار الفلاسفة في الملة الإسلامية وأشهرهم، وهو في نظر مصطفى غالب أول الفلاسفة العظام الذين فلسفوا الدين الإسلامي، كما أنه أول من حمل المنطق اليوناني تامًا ومنظمًا إلى العرب، وسعة أفق الفارابي العقلانية تظهر بوضوح في مصنفاته الكثيرة التي عالج فيها مختلف العلوم التي كانت في عصره، من الطبيعيات إلى الإلهيات، وعلوم الدين كالفقه والكلام، إلى الرياضيات ومشتقاتها إلى الفلك والمنطق والاجتماع والموسيقى.[4]

تدور جل أعمال أبي نصر حول قضية أساسية هي من صميم النزعة الإنسانية، التي لا تتحقق إلا بها، وتتجلى هذه القضية في الإجابة عن السؤال: كيف السبيل إلى بلوغ السعادة التي هي الكمال الإنساني الذي يطلب لذاته؟ ونحن لا نبالغ إن قلنا إن هذه المسألة هي قطب الرحى في كل ما أبدعه فيلسوفنا، مع اختلاف مجالات البحث عنده وأبواب العلم الذي صنّف فيه، بل الأمر ظاهر حتى في تصنيف العلوم عنده،[5] فلو نظرنا إلى مذهب الفارابي في تصنيف العلوم لوجدنا أنه كان مبنيًا على أسس عقلية محددة مبينًا صلة العلوم بعضها ببعض، وموضحًا الخصائص الذاتية المشتركة لكل علم، وهذا المذهب في التصنيف يقوم على أساس أن السعادة هي غاية يتشوّفها كل إنسان، وهي إحدى الخيرات المؤثرة، لكنها أعظم من كل الخيرات، وأكمل كل غاية يسعى إليها الإنسان. وهي تؤثر لأجل ذاتها ولا تؤثر لأجل غيرها.[6]

يقوم التصور الذي يقدمه المعلم الثاني، أقصد الفارابي، لمفهوم الإنسان على بيان منزلته ومرتبته بين الموجودات، فالإنسان عنده يشغل مكانة فريدة، ويختص بأمور عديدة، منها أنه على أساس الغائية في وجود الموجودات وهي بلوغ كمالاتها، وعلى أساس التمييز بين ما هو بالطبع وما هو بالإرادة، وبالتالي التمييز بين ما للموجودات من كمالات طبيعية وبين مالها من كمالات إرادية، والإنسان يدرك كماله النهائي بالإرادة، فهو مختص بالاختيار الذي من شأنه أن يفعل به الأفعال التي ينال بها سعادته.[7]

يرتكز هذا التصور على بعدين رئيسين: الأول هو البعد الإلهي والثاني هو البعد الكوني، ونكاد نسمع إيقاع هذين البعدين واضحًا وعميقًا في كل جزء من أجزاء التصور الإنساني الشامل لأبي نصر، فالبعد الإلهي يتضح في نظرية النفس، والمعرفة، والنبوة، وفي تسامي الإنسان الفاضل إلى مرتبة العقل المستفاد واتصاله بالعقل الفعال، أي في ذلك الشوق الدائم إلى المطلق، أما البعد الكوني فيتضح في التأثير الهائل لنظرية الفيض في تصور الإنسان والمجتمع، وفي الشخص المؤهل لرئاسة المدينة الفاضلة.[8]

لذلك ينطلق الفارابي في تصوره المعرفي الإنساني من مبدأ أساسي هو الوصل بين الملة والحكمة؛ فقد تميز بذلك الجمع بين الإخلاص للفلسفة والإيمان بالدين، ومحاولة التوفيق بين لغتين؛ لغة العقل ولغة القلب، فهما عنده لغتان مفهومتان ضروريتان للإنسانية التي تريد أن تتخطى نفسها ساعية وراء الكمال، وكأن الفارابي قد جاء إلى العالم ليؤدي رسالة جليلة خلاصتها أن الفلسفة والدين هما المعين الصافي للحياة الروحية، التي بها يكون المجتمع الإنساني فاضلاً وبدونها يكون ضالاً.[9] فالاتفاق بين الفلسفة والدين حاصل عند الفارابي وراجع عنده إلى وحدة المصدر والموضوع، إذ مرد الشريعة إلى الوحي، والوحي من الله، ومرد الفلسفة إلى الطبيعة، والطبيعة من الله، فالنبي والفيلسوف يستمدان العلم من الله.[10]

يقول أبو نصر موضحًا هذه الفكرة: “فيكون الله عز وجل يوحي إليه بتوسط العقل الفعال إلى عقله المنفعل بتوسط العقل المستفاد، ثم إلى قوته المتخيلة، فيكون بما يفيض منه عقله المنفعل حكيمًا فيلسوفًا ومتعقلاً على التمام، وبما يفيض منه إلى قوته المتخيلة نبيًا منذرًا بما سيكون ومخبرًا بما هو الآن من الجزئيات.”[11]

أما بخصوص الموضوع، فإن الفلسفة والدين يشتركان وإن اختلفا على مستوى المنهج، وقد بين ذلك في قوله “فالملة محاكية للفلسفة عندهم، وهما تشتملان على موضوعات بأعيانها، وكلاهما تعطي المبادئ القصوى للموجودات، فإنهما تعطيان علم المبدأ الأول والسبب الأول للموجودات، وتعطيان الغاية القصوى التي لأجلها كون الإنسان.”[12]

هذا الوصل بين الفلسفة والدين عند الفارابي يتفرع إلى الوصل بين السياسة والأخلاق، ومعلوم أن الفارابي من أكثر فلاسفة الإسلام اشتغالاً بالسياسة من حيث التأصيل النظري الفلسفي، وله في ذلك تآليف كثيرة، الجامع بينها هو هذه المقاربة الأخلاقية، فالسياسة عنده “تشتمل على معرفة الأمور التي بها تحصل الأشياء الجميلة لأهل المدن والقدرة على تحصيلها لهم وحفظها عليهم.”[13] والعلم المدني هو الذي يهتم بـ “إحصاء الأفعال والسير والأخلاق والشيم والملكات الإرادية الكلية التي شأنها أن تكون في المدن والأمم، ويميز الفاضل منها من غير الفاضل.”[14]

شيد أبو نصر فلسفته السياسية على حاصل نظره في فلسفته الأخلاقية، وعلى نتائج فحصه للجهات التي حضر بها موضوع الإنسان في العلم النظري الذي اعتمده أساسًا لفلسفته الأخلاقية، إلا أن “بيت القصيد” في هذه الفلسفة السياسية هو ذاك الذي ضخم فيه الفارابي من مسؤولية الإنسان سواء كان من العامة أو من الخاصة أو خاصة الخاصة، بالرفع من منزلته إلى أسمى الدرجات، وبتحميله مسؤولية حاله ومآله، باعتماد معيار طبيعة معرفته وسيرته؛ أي أن الإنسان قد يكون هو أسمى المخلوقات الممكنة الوجود بطبيعة معرفته وآرائه وبنوعية سيرته، وبهذه قد يكون مبدأ السياسة الفاضلة أو السياسة الجاهلية والضالة.[15]

فالإنسان إذن، في فلسفة الفارابي السياسية هو المبدأ والغاية؛ هو المبدأ لأنه المسؤول عن إنتاجها باعتبارها نظريات، وهو الغاية لأن غاية السياسة هي من أجل بلوغ الإنسان الغاية من وجوده التي هي السعادة القصوى، لذلك كان مفهوم السعادة مركزيًا في فلسفته السياسية، وشكل الخيط الناظم في عناصر النسق في هذه الفلسفة، ونقطة تقاطع مكونات البنية المفاهيمية السياسية والأخلاقية.[16]

لقد سعى الفارابي إلى بيان الأسس والقواعد الكلية التي يتأسس عليها مجتمع السعادة، وبين ذلك في مؤلفات عديدة منها “تحصيل السعادة” و”آراء أهل المدينة الفاضلة” و”التنبيه إلى سبيل السعادة” و”السياسة المدنية”…الخ.

ويعرف أبو نصر المدينة الفاضلة بأنها: “هي المدينة التي يقصد بالاجتماع فيها التعاون على الأشياء التي تنال بها السعادة في الحقيقة.”[17] والحاجة إلى المدينة عنده أمر فطري، وضرورة لابد منها لأن الإنسان “من الأنواع التي لا يمكن أن يتم لها الضروري من أمورها ولا تنال الأفضل من أحوالها إلا باجتماع جماعات كثيرة في مسكن واحد”[18] فالفارابي يفسر نشأة المجتمعات الإنسانية بحاجة الإنسان إلى التعاون، وبالفطرة الموجودة فيه، وهو أنه كائن مدني أو اجتماعي بالطبع، وهذا هو عين رأي أرسطو وأفلاطون إلى حد كبير، فهذا الأخير يرى أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها.[19]

ليست المدينة الفاضلة عند الفارابي يوتوبيا أو تصورًا خياليًا لمجتمع يعمل بصورة مختلفة عن المجتمع الواقعي، كما هو الحال في جمهورية أفلاطون، غير أننا لا ننفي في الوقت نفسه استمداده من التصور الأفلاطوني، ولكنها، أي المدينة الفاضلة، تقوم على وضع معايير للسياسة المثالية للمجتمعات، وهذا المنحى يتضمن إمكانية ترقية المجتمعات البشرية الموجودة إلى أن تصبح مجتمعات فاضلة، وهو يتصور أولاً إمكانية ترقية المجتمعات الموجودة إلى أن تصبح مجتمعات فاضلة، كما يتصور إمكانية أن تكون ثمة مدينة كل أعضائها يتحلون بالفضيلة، بالتالي لا تحتاج هذه المدينة إلى قوانين ضابطة لأن الكل يعمل وفقًا للفضيلة من تلقاء نفسه، ولكن لما كان هذا التصور أمرًا عسير المنال كانت هناك ضرورة للبحث عن وسائل أخرى لتحقيق المدينة الفاضلة.

ويتم ذلك عنده عبر وجود حاكم نبي يتصل بالعقل الفعال عن طريق الحدس، أو حاكم فيلسوف يتصل به عن طريق البرهان العقلي، أو مجموعة تتحلى بالفضيلة تحكم المدينة معًا، وهذا كفيل بوضع القوانين والنواميس الملائمة.[20]

هوامش:

[1]- مغيث أنور، “النزعة الإنسانية عند الفلاسفة المسلمين” ضمن: النزعة الإنسانية في الفكر العربي: دراسات في النزعة الإنسانية في الفكر العربي الوسيط، تحرير: عاطف أحمد، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، 19991، ص 159

[2]- نفسه، ص 160

[3]- انظر: غالب مصطفى، في سبيل موسوعة فلسفية: الفارابي، منشورات دار مكتبة الهلال، 1998، ص 17

[4]- نفسه، ص 18

[5]- تصنيف العلوم معناه: “ترتيبها في مجموعات متميزة بحسب أوجه الاتفاق والاختلاف بينها” أو هو “تقسيمها وترتيبها في نظام خاص على أساس معين بحيث تبدو صلة بعضها ببعض والتصنيف الحقيقي هو ما قام على أساس من المميزات الذاتية والثابتة.

  • انظر: نازلي إسماعيل حسين، مناهج البحث العلمي، القاهرة، 1982، ص 48

وانظر أيضًا: المعجم الفلسفي، إصدار مجمع اللغة العربية، القاهرة، 1979، ص 40

[6]- الفارابي أبو نصر، التنبيه إلى سبل السعادة، الهند، طبعة حيدر آباد، 1346هـ، ص 2/3

  • انظر أيضًا: عاتي إبراهيم، الإنسان في الفلسفة الإسلامية: نموذج الفارابي، الهيئة المصرية للكتاب، 1993، ص 73

[7]- منسية مقداد عرفة، الفارابي: فلسفة الدين وعلوم الإسلام، دار المدار الإسلامي، ط1، 2013، ص 24

[8]- عاتي إبراهيم، الإنسان في الفلسفة الإسلامية: نموذج الفارابي، ص 56

[9]- أمين عثمان، شخصيات ومذاهب فلسفية، دار إحياء الكتب العربية، 1945، ص 21

[10]- عاتي إبراهيم، الإنسان في الفلسفة الإسلامية: نموذج الفارابي، ص 60

[11]- الفارابي أبو نصر، آراء أهل المدينة الفاضلة، ص103

[12]- الفارابي أبو نصر، تحصيل السعادة، ص 40

[13]- الفارابي أبو نصر، التنبيه إلى سبيل السعادة، ص ص 20-21

[14]- الفارابي أبو نصر، كتاب الملة، ص 59

[15]- قشيقش محمد، نظرية الإنسان في فلسفة الفارابي، بيروت، دار التنوير، ط1، 2011، ص 273

[16]- نفسه، ص 276

[17]- عاطف أحمد، النزعة الإنسانية في العصر الوسيط، ص 161

[18]- الفارابي أبو نصر، السياسة المدنية، ص 69

[19]- عاتى إبراهيم، الإنسان في الفلسفة الإسلامية، ص 249

[20]- مغيث أنور، النزعة الإنسانية عند الفلاسفة المسلمين، ص 161