متلازمة بيكا :
“بيكا” في الأصل هي كلمة لاتينية تشير إلى الغراب الذي يأكل بشراهة كل شيء، ومرضى “بيكا” يعانون من حبهم لالتهام أشياء غير قابلة للاكل، كالتراب والطين، وحتى الأوساخ والطلاء والشعر واي شيء آخر.
يذكر ان ما بين 20 و 30 بالمئة من الاطفال حول العالم يعانون من مرض “بيكا“، وما يقارب 20 بالمئة من اولئك الاطفال يعانون من مشاكل عقلية.
ان نقص عنصر الحديد عند الحوامل طوال فترة الحمل يؤدي الى تحولهن الى مرضى “بيكا“، ويعتقد بأن نقص المواد الأساسية المغذية في الجسم مثل الحديد والزنك والكالسيوم والثيامين والنياسين وفيتامين “سي” و“دي” أهم أسباب المرض.
أسباب نفسية :
المسببات ذات المنشأ النفسي عديدة، ونذكر منها نظرية عدم امتلاك القدرات العقلية التي تساعد على التفرقة بين ما يصلح وما لا يصلح للاكل، اضف اليها التوتر العاطفي الناتج عن اهمال الوالدين للاولاد، او المشاكل العائلية بين الوالدين.
أسباب فيزيولوجية :
احدى النظريات الفيزيولوجية تختص بمشكلة انزيمات منظمة الشهية في دماغ الانسان، حيث ان تم تعطيلها او تغييرها يؤدي إلى تغير شهية الشخص تجاه الطعام الذي يصادفه، خصوصا ان كان لديه نقص في احد العناصر، عندها يحاول الدماغ حث الشخص على تناول اشياء اخرى على امل ان يجد فيها العنصر الناقص، بعد ان يكون الدماغ قد يئس من الحصول عليها من المصادر المعروفة كالطعام المعتاد.
التصنيف العلمي :
متلازمة “بيكا” هي مرض يصيب الإنسان من مختلف الفئات العمرية، ومن الجنسين ومن كل الاعراق، لكنه يصيب فئات اكثر من فئات اخرى، مثل الحوامل والاطفال في المراحل المبكرة، والاطفال الذين يعانون من التوحد والاشخاص الذين يعانون من نقص وسوء التغذية وخصوصا نقص الحديد والزنك، ولهذا المرض فئات صنفها العلم حسب نوع المادة التي يلتهمها المرضى، فإن كانوا يأكلون التراب والطين فهذا النوع من الاكل يدعى geophagia، والثلج يدعى pagophagia، والنشويات غير القابلة للاكل amylophagia، واكل اعواد الثقاب المشتعلة يعرف بـ Cautopyreiophagia، اكل الخشب Xylophagia واكل الزجاج Hyalophagia.
المشاكل التي تواجه مرضى “بيكا“ :
ليس من المستغرب ان تكون عواقب تناول الأطعمة وخيمة، لكن من الضروري الاشارة إلى ان ذلك يختلف باختلاف ما يتم تناوله بالضبط.
والتسمم هو اهم تلك العواقب، خصوصا بعد تناول رقائق الرصاص التي تتواجد في اصباغ الحائط.
التهابات حادة: وبالتأكيد فإن اكل القاذورات وخصوصا الطينية منها يعرض المريض للالتهابات والاصابات بالديدان.
وثمة مشاكل أخرى، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، مثل المريء والمعدة (النزيف والقرحة والانسداد)، وأخرى تصيب الاسنان واللثة واللسان، كما ان تساقط الشعر يكون اسرع لدى المرضى بهذه المتلازمة.
العلاج :
عادة يكون العلاج بحسب التشخيص الذي توصل اليه الطبيب المختص، فإن كان هناك نقص في عنصر كالحديد او الزنك وغيرها، فإن إمداد المريض بتلك المعادن الناقصة تعد العلاج الامثل.
واذا كان السبب نفسي فانه من الجيد اعطاء المرضى ادوية تعزز عمل الناقل العصبي المسمى الدوبامين وأدوية اخرى تساعد المرضى على التخلص من التوتر العاطفي، ويعيدهم الى حالة نفسية متوازنة.
ويترافق اعطاء هذه الادوية مع علاج سلوكي من خلال مراقبة المريض وتعليمه على تناول انواع محددة وسليمة من الاطعمة، والعمل على تعزيز الحس الشعوري لدى المرضى، واستخدام اجهزة وقاية خاصة توضع في الفم لمنعهم من تناول اي شيء.